افتتح صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ، مؤخرا المبنى الجديد للادارة العامة لشركة (سابك). وان كان هذ المبنى يمثل اضافة حضارية لمدينة الرياض، فانه بالنسبة لنا يمثل (قوس نصر سعودي صناعي) وبوابة العبور الى المستقبل الواعد لهذه الدولة الفتية.
وكما جاء في طروحات شركة (سابك)، فإنها حين خرجت الى ساحة البتروكيماويات العالمية منذ خمسة وعشرين عاما، فقد اعلنت الشركة رسالة طموحة مفادها ان (سابك) هي المستقبل، وكانت تلك هي الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل لتبدأ بعدها ملحمة بناء صرح صناعي عالمي عملاق يلبي الاهداف والاسس الاستراتيجية لخطط التنمية الوطنية.. بما يعزز مكانة المملكة في الاسواق العالمية ويسهم في تنويع مصادر دخلها الوطني حيث لم يعد الاعتماد على النفط وحده كفيلا بهذا وان كان هو الاساس فيه.
وهكذا، فقد اصبحت (سابك) اليوم اكبر شركة صناعية غير بترولية في الشرق الاوسط ومن كبريات الشركات في صناعة البتروكيماويات في العالم، كما ان الفكرة التي ادت الى تأسيس شركات (سابك) كانت وثيقة الصلة بتطلعات الدولة السعودية وطموحاتها التنموية. وهي القيام بدور هام في تحقيق بعض هذه التطلعات وفي مقدمتها تطوير ثروات الوطن البشرية التزاما بالقيم الاجتماعية، والثقافية السعودية والمعايير الدولية المتعلقة بالاعمال التجارية، والحماية البيئية عدا الاستخدام الامثل للثروات الطبيعية التي منحها الله لهذه الدولة.
ويأتي دور الشركة في تطوير مكانتها جليا اذا عرفنا حجم ما تنفقه هذه الشركة على الابحاث والتطوير فيها من خلال مجمعات متخصصة اسست لهذا الغرض في داخل المملكة وخارجها.. ففي العام 1944م تم افتتاح مجمع سابك للابحاث والتطوير والواقع في مدينة الرياض ويعمل فيه فريق يضم اكثر من خمسمائة متخصص في النواحي التقنية والفنية تساندهم المعامل والمختبرات الحديثة التجهيز. كما قامت (سابك) بتأسيس مراكز ابحاث تابعة لها يتم الاتصال بها من خلال الاتصالات الفضائية عبر الاقمار الصناعية في كل من الولايات المتحدة الامريكية والهند.
ومما لاشك فيه ان (سابك) ما هي الا نتاج لرؤية القيادة السياسية لهذه الدولة الفتية والتي لا تألو جهدا في وضع هذه البلاد ومجتمعنا في مصاف الدول المتقدمة صناعيا وحضاريا، وقد كان قرار الاستثمار في هذه المجمعات الصناعية الحديثة يعبر عن ثقة الساسة السعوديين في المستقبل وعن جرأة اتخاذ القرار الاستراتيجي الذي نشهد نتائجه في الوقت الحاضر والذي يعد بمثابة الدخول الى المستقبل من اوسع ابوابه.
ولم يكن اتخاذ هذا القرار ينطلق من فراغ، فقد كانت الدولة تستعد لهذا من خلال تكثيف برامج التعليم المتخصصة، والابتعاث للخارج، وتأسيس البنى التحتية اللازمة لمشاريع كهذه، عدا ما قامت به من مشاريع تسييل للغاز الطبيعي الذي يعتبر اللقيم الاساسي لهذه الصناعة المتقدمة.
منصور العبدالمحسن