كشفت لجنة تخطيط العاصمة الامريكية عن خطة امنية مكلفة لاضفاء لمسة جمالية على وسائل تأمين معالم المدينة بدلا من الاصص والحواجز الخرسانية البشعة.
وقال جون كوجبيل رئيس اللجنة ان الخطة التي تصل تكلفتها المبدئية الى 800 مليون دولار تهدف لجعل اجراءات الحماية في واشنطن ما بعد 11 سبتمبر اكثر اتساقا مع الخلفية التاريخية للمباني. واضاف: يفترض ذلك ان يحصل كل فرد على اعلى مستوى من الحماي.
وتزايدت الدعوات لحلول امنية منسقة ودائمة بالمدينة بعد الردود غير المنظمة اثر حوادث سابقة مثل تفجير سيارة في مدينة اوكلاهوما عام1995 واطلاق النار على اثنين من حراس مبنى الكونجرس عام 1998 . لكن هجمات سبتمبر من العام الماضي على الولايات المتحدة ادت لاتخاذ اجراءات امنية تصدم العين مثل متاريس الشوارع ووضع اصص خرسانية ضخمة حول المباني وهو ما دفع المسؤولين عن تخطيط المدينة الى التحرك. وافادت اللجنة ان خطتها التي تقع في 97 صفحة حظيت بتنسيق عن كثب مع اجهزة المخابرات وتتضمن الخطة تعزيز المظلات في محطات الحافلات والمقاعد ذات الذوق السليم ببعض الشوارع واعمدة الانارة واكشاك بيع الصحف فضلا عن تزويدها بأساسات ذات عمق يساعد على امتصاص اثر الصدمة. وفي مناطق اخرى يمكن اضافة اشجار او اعمدة من الصلب مخبأة وسط صفوف من الشجيرات. وتعطي الخطة اولوية لشارع بنسلفانيا خارج البيت الابيض والذي اغلق امام المرور منذ انفجار اوكلاهوما.وتتضمن الخطة اضافة اشجار واعمدة من الصلب عند طرفي الشارع لمنع مرور السيارات وكذلك اقامة نقاط امنية جديدة. وقال كوجبيل ان اللجنة تأمل في الحصول على تمويل لدراسة اقامة نفق للمرور تحت الشارع. وتأمل اللجنة في الانتهاء من تطوير الاجراءات الامنية بحلول موعد موكب التنصيب الرئاسي عام 2005 .كما تشمل الخطة اقامة اسوار منخفضة لحراسة نصبي جيفرسون ولنكولن وهما من المعالم التي تحظى بالاولوية الى جانب وزارتي الخارجية والعدل ومبنى مكتب التحقيقات الاتحادي وشارع بنسلفانيا. وستصوت اللجنة على الخطة الجديدة قبل نشرها لاتاحة الفرصة لتلقي التعليقات من الشعب على مدى شهرين. وعلى صعيد آخر كشفت صحيفة واشنطن بوست أمس ان اعضاء لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ الذين يحققون في فشل اجهزة الامن والمخابرات الامريكية في الكشف عن مؤامرة هجمات11سبتمبر لم يجدوا اي معلومة بعينها كان من شأنها منع الهجمات. وقال السناتور ايفان باي عضو لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ: على حد علمي ليس هناك دليل دامغ. وابلغ الاعضاء الصحيفة انه في ظل عدم وجود اي دليل على تقصير معين من جانب الاجهزة فان اللجنة تعمل على تحديد المشكلات في نظام المخابرات الامريكي. وكان من الانتقادات الرئيسية التي وجهت لاجهزة الامن الامريكية انها لم تتبادل المعلومات فيما بينها وانه ربما كانت هناك معلومات اذا تم تحليلها بشكل جيد كانت ستمكن الولايات المتحدة من تجنب الهجمات التي دمرت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والحقت اضرارا بمبنى وزارة الدفاع (البنتاجون) في واشنطن واسقطت نحو ثلاثة الاف قتيل.واضافت الصحيفة ان الاعضاء خلصوا مما كشفت عنه التحقيقات حتى الان الى عدم وجود اي معلومة بعينها كان من شأنها منع الهجمات. وقال باي: امضينا الاسبوعين الاولين في بحث اين كنا... والان نحتاج لبحث الى اين نذهب. اتمنى ان نكون في مرحلة تحول من موقف القاء اللوم الى التركيز على المشكلات المستمرة وتحسين الاداء.غير ان بعض الاعضاء حذروا من ان التحقيق لم ينته بعد ومازال يمكن الكشف عن بعض المذكرات والاتصالات وقال ريتشارد شيلبي عضو مجلس الشيوخ: سيكون من الجيد ان نجد دليلا... لكن مع غياب ذلك فاننا نبحث عن المشكلات التي تحتاج لحل. وابلغ الصحيفة انه مازال يتوقعالكثير من المعلومات التي اذا كان قد تم ربط بينها وتحليلها وتبادلها لكانت النتيجة اختلفت.