لاشكان الزيارة التي يقوم بها بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين سمو ولي العهد للمنطقة الشرقية هي امتداد للجولات الميدانية التي قام بها المؤسس عند بداية تكوين الدولة، وقام بها اشباله من بعده حتى العهد الحاضر، فهي جولات تستهدف تحقيق غرضين أساسيين يتمحور الأول في الوقوف مباشرة على سير العمل في مشروعات الدولة ما أنجز منها وما هو تحت الإنجاز، وهذه لفتة هامة تشعر كل مسؤول بجسامة الأعباء التي يجب أن يقوم بها على خير وجه وأكمله، والغرض الآخر يتمحور في هذا اللقاء المباشر الذي يتم بين الحاكم والمحكوم في هذه البلاد، وهوسمة أيضا مستمدة من تلك السمة التي تميزت بها حياة عبدالعزيز (يرحمه الله) وسار على منوالها الأشبال من بعده، وأظن ان لها علاقة وطيدة وربما مباشرة بالتنمية الشاملة التي عاشتها المملكة عبر العهود السابقة، وتعيشها اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) ذلك ان التنمية في أساسها موجهة أولا وأخيرا لإنسان هذا الوطن، وقد سعت قياداته الرشيدة الى تلمس احتياجات المواطن وترجمتها على الأمدين القريب والبعيد الى مشروعات تعود بالنفع فيه وعلى هذا الوطن العزيز، الشاملة في أساسها مرتبطة في واقع الأمر بهذه اللفتة الكريمة، واعني بها محاورة المواطنين وجها لوجه للوقوف على متطلباتهم، وتلمس آمالهم مباشرة دون وسيط، فهذه سمة عرفت لدى قادة هذه الأمة، وهو ما يعرف الآن في علم السياسة الحديث (بمنهج الباب المفتوح) فنحمد الله سبحانه وتعالى ان هذه الدولة عرفت هذا المنهج وأخذت به قبل ان يجيء المنظرون المعاصرون به بسنوات، وهو منهج عقلاني سديد مستمد في واقعه من مبدأ الشورى في الاسلام مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله: (وشاورهم في الأمر).. فتلك الجولات الميدانية التي قام ويقوم بها قادة هذه الأمة تحمل في تضاعيفها كل الخير والأمن والرفاهية لهذا الوطن ومواطنيه.. فمرحبا بعبدالله بين اخوانه وعشيرته وأهله في هذه المنطقة الشرقية الغالية من مناطق المملكة.. ومرحى لهذا الوطن بقيادته الحكيمة الواعية.