آية الله خلخالي قاضي الشرع الايراني وصاحب الصيت الذائع بإطلاقه احكام الاعدام بحق أعداد كبيرة من مسؤولي النظام الملكي السابق وتجار المخدرات ومرتكبي الجرائم بعد انتصار الثورة الايرانية عام 1979 نشر مذكراته أخيرا في جزئين تحدث فيها عن مسلسل الاعدامات التي قام بها في فترة قصيرة.
ويقول في الجزء الثاني من مذكراته بعنوان (ايام العزلة) كنت حاكما للشرع وقمت بمحاكمة واعدام خمسمائة من المجرمين وعملاء نظام الشاه كما اعدمت المئات من مسببي احداث كردستان ومناطق كنبد وخوزستان وأعدام عدد من مهربي المخدرات وانني امام هذا العدد الكبير اقف غير أسف ولا نادم وضميري مرتاح.
يذكر أن خلخالي الذي يشار اليه بأنه أصدر أحكام اعدام بحق ما يقارب 500 شخص قال في مذكراته هناك الكثيرون كانوا يستحقون الاعدام لكنني لم اتمكن من اصطيادهم.
ويعد خلخالي من رجال الثورة ولعب دورا كبيرا ابان الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ولكنه واجه تحديا من رجال دين آخرين صعدوا كرسي الحكم وجعلوه كما يقول يختار العزلة.
يشير خلخالي في الجزء الثاني من مذكراته الى مجموعة من الرسائل والمقابلات ولا ينسى ان يتحدث عن الذين وضعوه في العزلة في الثمانينات.
ويضيف في هذا الصدد لقد وضعوا عقبات في طريق ترشحي لعضوية البرلمان وطرحوا أسبابا واهية منها انني غير تقي ولا التزم بالدين الاسلامي ولذلك لست اهلا لكي اكون عضوا في البرلمان وقد قلت لامامي كاشاني احد رجال الدين المعروفين هنا وعضو مجلس صيانة الدستور ان عبارة عدم الالتزام تعني انني لا اصلي ولا اصوم بينما انا رجل اصلي وأصوم.
ويعتبر خلخالي ان خروجه من السلطة لم يكن بسبب الاعلان عن رفض اهليته بل يعتبر ذلك بسبب الاحكام الثورية التي اصدرتها دون القبول بالوساطات والتوصيات والضغوط وهو ما دفعه لاحقا الى قرار الاعتزال.
كان خلخالي وفيا لمبادئ الثورة والاساليب الثورية وقد رد على منتقدي المحاكمات التي اجراها وعدم وجود لجنة محلفين او محامي دفاع بالقول ان المجرم يجب ان ينفذ فيه حكم الاعدام ولا يجب ان ندعه يسرح ويمرح.
واضاف اننا لا نقبل النماذج الغربية حتى ان عددا من القضاة المتواجدين في محاكم الثورة كانوا ينتقدونني بسبب اعدامي للمجرمين بعد طلوع الشمس.. لقد قلت لهم انه لابد ان نعدم المجرم في اي وقت كان لا ان نعدمه في منتصف الليل انني لا ادري من اين اتوا بهذه الافكار المجرم يجب ان ينفذ فيه حكم الاعدام وليست هناك ساعة محددة للاعدام.
وعن عدم السماح للمدانين بتوكيل محامي دفاع يقول لا يوجد في احكام الشريعة ان نسمح للمدانين بأن يوكلوا محامين ان الذين نحاكمهم ليسوا بكم ويمكنهم ان يردوا على اسئلتنا نحن نسأل هؤلاء هل قتلت مثلا فلانا فيرد بقوله نعم ونسأله كيف قتلته فيقول مثلا اطلقت عليه النار من الخلف هذا الشخص لا يحتاج الى محامي وخبير يدافع عنه.
وكان آية الله خلخالي من ضمن اعضاء حركة فدائيي الاسلام وقد اصبح عام 1979 زعيما لهذه المجموعة التي شاركت في تأسيس الدولة الاسلامية في ايران
وعما يتوقعه في المستقبل يذكر بقول فرانتس فانون ان الثورة تأكل أبناءها الصادقين كيف لا وان اسمي صادق ايضا.