انني لا أعرف ما أحب ألقابك عندك يا صاحب السمو.. والتي يمكن ان تبعث الارتياح الى قلبك أكثر من غيرها, ولكني قطعا اعرف أحب الألقاب عندنا والتي يستهويها أبناؤك في الاحساء ويحبون ان يقلدوك إياها.. فهل تسمح بأن نتشرف بأن نلقبك بوالدنا كلنا.. نعم والد كل الشعب، فقد كنت منا قريبا وحبك الينا غامر ومشاعرك فياضة متدفقة.. لم نملك إلا ان نكون كلنا أبناء لك، نزاحم (متعب) واخوانه في القرب منك، لمسنا كل ذلك في ابتسامتك العذبة ولفتاتك الكريمة واندفاعك نحو ابنائك وحرصك على الالتقاء بهم عن قرب ومصافحتهم وتبادل التحية معهم.. تسمع كلماتهم وتتحسس مشاعرهم حتى خلنا اننا لو دعوناك لزيارتنا في بيوتنا فردا فردا لما ترددت في ذلك، ولم لا يكون ذلك وقد كانت كلماتك واضحة وأفعالك كما عودتنا صادقة حينما أكدت لنا في زيارتك السابقة أننا كلنا نتقلد شرف المواطنة لهذا البلد الغالي، واني اؤكد لك يا أبا متعب ان رسالتك البليغة هذه قد وصلت الينا كلنا وقد استقرت في قلوبنا ووعتها أفئدتنا وأطمأنت بها نفوسنا.
نعم ان مثل هذه المشاعر الكبيرة جعلت من كل ما يمكن ان نتطلع اليه من مشاريع تنموية او برامج تطويرية أمرا ثانويا لم يعد من همومنا، فهموم الوالد ـ والد كل الشعب ـ تجاه أبنائه أكبر وأعمق من ان يتم الحديث عنها او التذكير بها, فمثلك لا يمكن ان يغفل حتى يذكر، وحتى لو تغافل المسؤول فعينك ساهرة وحتى لو قصرت الموارد فلا يمكن ان تنقبض يد الكريم حتى لو ادلهمت المخاطر فهمتك عالية ورايتك خفاقة بسواعد كل الشعب.
واني اؤكد لكم ياوالد الشعب ان الاحساء ما كانت ولم تكن ولن تكون ان شاء الله إلا كما تحبون منبتا للخير ومحطا للولاء.. فمنذ ذلك اليوم الذي سارعت الاحساء وبكل ابنائها الى مد يد الولاء والطاعة للملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ وهو يرى فيها كل ما يحب فجادت له بما تحب, بل لم تكد تمضي سنة لم يكن المغفور له الملك عبدالعزيز حاضرا في الاحساء يتفقد احوالها بنفسه الكريمة ويزف الى اهلها مشاريع الخير التي دفعت هذه المنطقة قدما نحو التطور والتنمية, والتي مازالت عجلتها تدور بفضل رعاية خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ وبفضل عنايتكم ومتابعتكم ـ حفظكم الله ـ حتى اننا رأيناها حسنة عودنا إياها الوالد المؤسس, وكنا نترقبها سنة بعد سنة, حتى اذا ما انقضت أيامه ـ رحمه الله ـ سارع أبناؤه من بعده يقتدون بسيرته, والذكريات حبلى بالكثير من زيارات الخير التي شرفنا بها المليك المفدى ـ حفظه الله ـ وسموكم الكريم ومسؤولو هذه البلاد.
اننا اليوم وقد رأيناكم بيننا وشاهدنا الخير كما عهدناه يتجسد على يد سموكم, والكثير من المشاريع المباركة تهدى الى الاحساء حتى عادت المياه اليها بعد ان غاضت بها عيونها وبدأت ازهار الربيع تتفتح من براعمها, ونحن لا نملك وكلنا على يقين انكم لا تنتظرون منا ذلك ولكننا نحب ذلك, نعم نحب ان نرفع اليكم ببالغ شكرنا وعظيم امتناننا لكم ـ حفظكم الله ـ على كل شيء, ويبقى ايضا ان يتطلع أبناؤكم في الاحساء الى مزيد من الخير وهو بلا شك موضع اهتمامكم وعنايتكم كما هو شأنكم ـ حفظكم الله في كل الأمور التي تحقق الرفاه لأبنائكم, إلا انني احب في هذا المقام ان أؤكد على واحدة كانت تجيش في صدور أبنائكم منذ تلك الزيارة وكنا على خجل من إعلانها نظرا لعظم مشاغلكم واهتماماتكم إلا انكم جدتم بها كما هي عادتكم، وهي ان يتجدد مثل هذا اللقاء بكم دوما فعظيم ودنا وعميق ولائنا مدعاة للقاء، واحساؤكم لن تكون إلا كما تريدون ولن يكون ابناؤها إلا كما تحبون.