الوطن غني برجاله, والقلب دليل صاحبه, والخير صفة يكتسبها المرء من أهله وعشيرته, والشهامة عنوان الرجال أينما حلوا او ارتحلوا.
كثيرون هم رجال الأعمال, لكن الكبار وحدهم هم الذين يرسمون البسمة على شفاه الأطفال والأيتام والأرامل. والكبار هم وحدهم الذين يبحثون عن الخير ليفعلوه لا ينتظرون من يدلهم عليه.
البر.. ذلك الجانب الأصيل من تكوين مجتمعنا, أرض لا يجتازها إلا الرجال, جامعة للصبر والجلد والكفاح.. تلون الجسم وتشده, تعلم الناس قسوة الحياة وجفافها.. وعندما يتخرج الانسان فيها فلن يكون صعبا عليه ان ينحت في الصخر او يتلمس مرارة العوز والحاجة التي يعيشها البعض من عامة الناس.
وحيث الحديث عن البر والصحراء وعن الفروسية وأعمال الخير وعن المستوصفات وتحفيظ القرآن الكريم وعن التنمية في الأرياف والهجر والقرى فانه لا بد أن يكون للأمير سلطان بن محمد بن سعود مكان كبير وبارز لانه ابن الصحراء وعاشقها ولانه فارس أحب الفروسية وأبدع فيها. ولكم أدهشتني فلسفته تجاه الخيل والفروسية فسموه لا يراها فقط كرياضة أصيلة لكنه يرى فيها الأخلاق والسلوك والعلو والسمو والأنفة والرفعة البعيدة من مكامن الزلل الاجتماعي.
انه ينظر للفروسية كتكوين شامل للاخلاق العربية تنمي الرجولة وتغرس التحدي وتجسد الكبرياء وترسم القيم وتتجاوز المفهوم السطحي للعامة نحو الفروسية والخيل من كونها رياضة للسباق تنتهي بانتهاء الجولات الى نظرته السامية التي تؤكد ان مجتمع الفروسية بما يحمل من معان اشرت اليها هو مجتمع نبيل أصيل سام بعقليته وتطلعاته.
لقد علمته الفروسية ان يكون فارسا ناجحا في أعماله وفارسا في حديثه ومثاليته وفارسا في منطلقاته وأفكاره وثقافته. ولقد تعلمنا منه عبر وقت قصير قضاه معنا ما لم نتعلمه خلال سنين طويلة عن الخيل والفروسية ومجتمعها فكان معلما بدرجة فارس.
ألم أقل لكم ان الكبار وحدهم الذين يجمعون المجد من كل اطرافه وسلطان بن محمد واحد من هؤلاء؟
ولكم تحياتي
