ما أحلى وأرقى تتويج ملك التنس العالمي (ليتون هيوت) على عرش بطولة ويمبلدون المفتوحة لأول مرة بعد فوزه وسحق الأرجنتيني (نالبنديان) بسهولة تامة بثلاثة أشواط دون مقابل(6/1) و(6/3) و(6/2) في نهائي أبدعت به جوقة منوعاته الإرسالية على الشبكة في الإيس والسماش حيث برز بشكل خرافي خصوصاً في أساليب تحركاته المكانية تحت انحناءات قدميه اللامعتين كأسرع قدمي رياضيتين في العالم فاسكت الجمهور المنحاز للاعب الأرجنتيني ولعبت ضربات (هيوت) الساحرة الساخرة في الإطاحة بالأرجنتيني برفقة الجمهور البريطاني المتعصب بعد أن اسقط مواطنهم (هنمان) قبل يوم في النصف النهائي ثم كونه مصنفا أول للبطولة العريقة.. فرغم الوقفات العديدة في مبارياته بداعي تساقط الأمطار إلا أن غيوم أخرى كغيوم هيوت هطلت فوق الشبكة وليس فوق غطاء النايلون أغمق الاخضرار.. ليضيف بالتالي (هيوت) رصيده من الألقاب الكبرى لقبين هما (بطولة أميركا المفتوحة) وإنجازه الثاني ( بطولة ويمبلدون المفتوحة) والقادم أقوى وأسرع وأعلى.. فحتماً الملك الأسترالي يستحق اللقب العريق وجدير بأن يصنف في التصنيف العالمي في المركز الأول بدلاً من مركزه الرابع الحالي ونحن مترقبون بشدة ودقة حول اعتلاء الملك الصغير المركز الأول (نبرون) في العالم التنسي.. ولذلك ما أجمل ما قام به ملك التنس العالمي من ألعاب مبهرة أسرت القلوب قبل العقول.. وما أجمل مشواره النضالي طوال البطولة العريقة حتى وصل إلى نهاية انتزاع كأس ويمبلدون الذهبي من فك الأسد الذي جابها من (عرق جبينه) كم يقولون أمام مرايا جمهور بريطانيا الضدي قبل الأميركي الضدي العام الفائت حينما أطاح بالمخضرم (سامبراس) وسط أعين جمهوره المتحسرين المتكسرين.. وهاهو يقول في تصريح سريع ذهني كسرعته البدنية ينم عن ذكاء وعبرة حينما قال في لحظة تتويجه السريعة: ( أشعر بمشاعر لا أستطيع وصفها.. وأن أتوج بهذا التتويج العظيم.. وفرصة كبيرة بأن أكون بين هذا المكان العريق.. وكان المنافس لديه مشجعون كثيرون منحازون إليه أو متعاطفون معه كوني مصنفا أول.. ولم أدر ماذا حدث لي عندما خرجت من (رولان غاورس الفرنسية) ثم البطولة الهولندية.. وجئت هنا وشعوري لا يمكن وصفه بتحقيق الإنجاز الذي لم يسبق لي تحقيقه..فياله من تصريح فصيح ويالها من ثقة في النفس عالية السفوح وأكثر ما شدني تجسيد فرحته عندما يهوى في الأرض غير مصدق فوزه الحقيقي رغم أنه الأفضل عالمياً وإنما تعجبني طريقة فرحته التلقائية في كل الأحوال.. وكان الملك المتوج هيوت كلما يحقق نقطة الفوز يشير بكل قوة إلى منافسه ليقول تعال..تعال لأنه واثق من نفسه ولا يعيقه أي شيء متعثر ويتمتع بقدرات قلما نجدها أو) نتعرف عليها..فنهوى سلطنة الملك (هويت) كما نهوى إبداعاته الخلاقة الممتعة في شتى ملاعب التنس حول العالم كما هو يمتعنا ويثير الحماس فينا ويجعلنا نحلق إلى غيوم تمطر تحت أمر رصد الملك المتوج الذي اعتلى عرش التنس العالمي..فليفخر الأستراليون بأنهم انجبوا موهبة عظيمة لا تقدر بملايين الدولارات بحجم الملك هيوت الذي وبذاته أنجب نفسه كلاعب تنسي موهوب بالفطرة ومقاتل حتى الرمق الأخير ليظهر البطل التنسي الأول في العالم بلا منازع.. ولذا لكل زمن رجاله والزمن الراهن هو زمن ملك التنس العالمي الأشقر (ليتون هيوت) والأجيال متفاوتة ولا عليكم ..
الحميدي اللحيدان