الفن المعماري اعلان. والاعلان فن مؤثر روحيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا وتجاريا يؤكد التأثير البيئي ويبلور العقائد ويترجمها ويتعايش مع معطيات الحياة الانسانية, وفن الاعلان هو وسيلة للتعبير عن الوجدان والبيئة بلمسة فنية راقية مميزه تعتمد على تفرد اسلوب الفنان وخبرته الفطرية لتعكس مدى تأثره ببيئته وتفاعله مع نظامه الاجتماعي داخل مجتمعه. فمن الملاحظ ان كل الاعمال الفنية التي بين ايدينا من آثار معمارية وتحف معدنية واوان وادوات الزينة والقلائد وصدريات واساور وخواتم هي اعمال فنية اعلنت عن حضارة مافي يوم صاغها الفنانون القدماء في قالب راق في تعبيره بعين مميزة للطبيعة استطاع من خلاله توظيف الموروث بطريقة ادت الى التفرد في الاسلوب ادى كذلك الى الارتقاء والسمو الفكري واوحى بمعاني الروعة والخلود والنظام.
الفنان المعماري هو صانع الحضارات المعمارية عبر التاريخ مما جعله في اتحاد تام مع بيئته الطبيعية يتفاعل معها ويستلهم من حضارات الاجداد والقدماء عبق ماضي وروح الحاضر يستلهم منها نمط حياته اليومية مما اكسبه قدرة خارقة على تكييف الفنون وفق مزاجه وهكذا جاءت الاعمال الفنية تلو الاعمال مترجمة المحتوى الثقافي السائد في تلك الفترة مع تكيف كامل للعادات والتقاليد مرتبطة بالحياة اليومية. وهنا تأتي اهمية تنمية الخيال في العمل الاعلاني الفني واقصد بذلك الخيال الابداعي الذي له شكل مباشر للابتكار. فنجد ان مجالات الفنون الاخرى كالموسيقى والشعر والفن التشكيلي تتضمن قدرا وافرا يعتمد على اطلاق العنان للتخيل الابداعي لان الابداع الفني لايستغني عن الخيال والحلم ولان الابداع ايضا يتطلب تحقيق عمل فني مميز ليصبح عملا ذا قيمة. وموهبة الفنان وميله تجاه هذا النوع من الفن وتأثره ببيئته يعتبر مؤشرا هاما على اتجاه اسلوبه وتميزه كما ذكرناه آنفا كذلك يؤثر على ميوله ونوعية ثقافته التي هي زاده المتجدد الذي يكتسب الخبرة العلمية والعملية منها وذلك لايأتي الا بعد كثرة الاطلاع والبحث والتجارب والدورات المتخصصة في مجال تخصصه والطاب المعماري المصمم الذي يرغب في التجديد واثارة الاهتمام والتميز في الاسلوب الذي ينفرد به عن سواه يحتاج الى عدة قواعد مهمة منها:
1ـ تنمية مهارات التخيل الابداعي لديه.
2ـ تنمية مهارات التعليم الحديثة في مجال دراسته.
3ـ تنمية مهارات قوة التعبير وهي من اهم عناصر الرؤية الابداعية.
4ـ تنمية مهارات التعلم الفني والتقني وهي ايضا من اهم عناصر الرؤية الابداعية.
والطالب المعماري عند رغبته في تصميم مشروع فهو يعلن عن قيام حضارة او رمز او شعار مشكلة في مبنى او مجمع او مجسم فهو بذلك يعد صياغة العمارة في قالب جديد يراعي فيه عدة امور منها التوسع المعماري والذوق العام وغيره من امور مهمة. لذلك نادي الكثيرون من المهتمين بالعمارة وخاصة العمارة الاسلامية بالاهتمام بدور الفنون التشكيلية والاسلامية وارتباطها القوي بالعمارة حيث اصبحت هناك هوه تتسع يوما بعد يوم بعد تخلي المصمم عن هويته الاصلية واتباعه لاسلوب وطراز العمارة الغربية التي اصبحت تجريدية في شكلها وعملية في مضمونها مع العلم بان العمارة الاسلامية كانت تهتم بالناحية الجمالية والناحية الوظيفية جنبا الى جنب في كل وقت وزمان وعبر تاريخ الفن الطويل وتغير الحضارات وصياغة الثقافات وارتبط بها من قيم اخلاقية وجمالية عبر اساليب الحياة المختلفة. وارتباط المصمم بثقافته وهويته وتراثه يساهم الى حد ما في وضع شخصيات عبقرية خلفت اعمال فنية راقية أصبحت كنار على علم كمعلم بارز في كل حضارة وتراث. والفن الاعلاني له وسائل مختلفة مثل الاعلان المرئي والاعلان المقروء سواء على صفحات الجرائد والمجلات او الاعلان المسموع او أي وسيلة اخرى تتناول بالدعاية لمشاريع معينة لجذب انظار ومسامع المشاهد على فترات دائمة أومؤقتةوالفنان المعماري يحتاج الى ملكة ابداع حين يشرع في عمل مشروع معين في حياته العملية ليصبح عملا مميزا له اسلوبه الذي يختلف عن غيره ويترك بصمته الفردية عليه كاعلان له ومثال ذلك عندما صمم قصر طويق بمدينة الرياض راعى الفنان الاعلان عن ملامح العمارة التراثية بالمملكة فقصر طويق يعبر عن تناغم بين مكان والوظيفة والتراث ذات البعد الدولي حيث فاز هذا المشروع بعدد من الجوائز العالمية.