أن المتأمل في حال العرب ينتابه التعجب الشديد فللعرب باعتبارهم مسلمين دستور لا يأتيه بالباطل لا من خلفه ولا من بين يديه وشخصية الإنسان العربي بصفاته الشخصية من وفاء وكرم وشجاعة ونصرة وتضحية وحماية الجار وإكرام الضيف، قلماً تجد هذه الصفات الحميدة بين أفراد الأمم الأخرى. كل هذه المعطيات السابقة تجعل كل من لديه هذه السمات في قمة الهرم. وهذا يجعلنا نتساءل عن حال العرب في السابق وما هي عليه الآن؟ المقارن بين حالة العرب يجد حالنا الآن أشبه بما كان عليه العرب قبل الإسلام من تفرق وتطاحن ولكن بفارق بسيط هو أن العرب في السابق مجموعة قبائل والآن مجموعة دول ولكن هذه الدول مشابهة لهذه القبائل في الفرقة وعدم التضامن فلم تتوحد هذه القبائل إلا بالإسلام ولن تتوحد هذه الدول إلا بتحكيم الإسلام ومن الملاحظ أن أغلب مفكري العرب الآن وباحثيهم ضائعون لأنهم ببساطة يبحثون ويفكرون في الطريقة المثلى التي تقودهم، فهم في حالة يرثى لها، فكلما استمعت لهم تجد أنهم متناقضين ومتخبطين. ذلك لعدم وجود ما يسنتيرون به، فقد آخذوا بالبحث شمالاً ويميناً ونسوا أن هناك طريقاً مستقيماً يكفيهم عناء البحث والتفكير وضياع الطريق الأمثل وليس من نقطة الصفر والتي لا يكادون يخرجون منها إلا عادوا إليها سريعاً.
عبد الله منصور العنزي / بريدة