DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لماذا لا تحسم فرنسا موقفها تجاه ما يحدث ؟

لماذا لا تحسم فرنسا موقفها تجاه ما يحدث ؟

لماذا لا تحسم فرنسا موقفها تجاه ما يحدث ؟
أخبار متعلقة
 
يتأرجح الدور الفرنسي الآن في موقفه ضد ضرب العراق وضد ما يسمى بضرب الإرهاب تأرجحا يدعو للاستغراب أحياناً .. فالأمة الفرنسية رغم تاريخها الاستعماري العنيف أمة عريقة بفكرها وثقافتها وعلمها وثرواتها .. وكثيرا ما كانت مواقفها معتدلة إزاء العديد من الأحداث خاصة ما يسمى بعض القضايا العربية .. والآن ونحن في منعطف طرق بين عالم جديد يسود فيه العنف والقوة ومنطق تغيير النظم بالقنابل والطائرات وبين عالم أرست مبادئه مرحلة ما بعد الحرب الباردة والتي احتلت فيها أمريكا مركز الصدارة والتسديد على العالم.. إن هذه المرحلة الدقيقة تتطلب من فرنسا وغيرها من الدول الحرة أن يكون لها موقفها الحاد والصارم إزاء ما يحدث.. فهي ترى لواء القوة منعقدا لضرب العراق وترى الحصار الاقتصادي يطال العديد من الدول والشعوب الإسلامية والعربية وترى الشعب الفلسطيني تحصده الدبابات ويعيش في سجن كبير كما قال أحد المسئولين البريطانيين وكما نرى ونشاهد؟ الا يدعو كل ذلك فرنسا التي تحتضن ما يقرب من خمسة ملايين مهاجر مسلم إلى أن تحسم موقفها.. نحن نعلم أن القوة الأمريكية ضاغطة وأن غالبية أوروبا تعيش بين تأكيد مطلق وصمت مطبق.. ولكن مصلحة فرنسا ( ونحن هنا نعيش الأمور بمنطق السياسة) مع العالم العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط الذي يعد إمتدادا جغرافيا كما كان إمتدادا تاريخيا. إننا في حاجة حقيقة إلى موقف فرنسي داعم يحول بين أمريكا واستخدام القوة لضرب العراق. فإستقراء حقيقي للمستقبل يكشف أن منطق الغاب الذي ولى لا يمكن أن يتسيد العالم ثانية فثم مصالح كثيرة للغرب وخاصة أمريكا في كل أرجاء العالم وعليها أن تبقى دون ضرر.. ودون اتساع رقعة الكره للشعب الأمريكي في العالم. لقد أثبتت المواقف والتواريخ أن الوعود الأمريكية بالرخاء والتعاضد لا تتحقق منذ مشروع (مارشال) بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. وأعتقد أن فرنسا تدرك ذلك جيداً، فأي أغراء بالمحافظة على المصالح الفرنسية في العراق بعد الحرب ضرب من الخيال، هكذ تقول الظروف وهكذا يقول المنطق.. فلتحزم فرنسا أمرها وتقف بصرامة إزاء هذا الجبروت وهذا العبث السياسي وهذا ما نريده منها هي والدول المحبة للحق والخير وهي قليلة. د. عبدالإله المحمود