نفى وزير التنسيق للشئون الامنية والسياسية الاندونيسي امس أن يكون لدى الجماعة الاسلامية الاسيوية المتشددة المتهمة بتدبير العملية الارهابية التي وقعت ببالي، قاعدة بإندونيسيا، على الرغم من اعترافه بانتماء العديد من الاندونيسيين لها.
وعقب لقائه صباح امس مع وزير الخارجي الاسترالي ألكسندر داونر، الذي يزور إندونيسيا حاليا، قال الوزيرالاندونيسي سوسيليو بامبانج يودهيونو للصحفيين إن الجماعة الاسلامية لاتتواجد في إندونيسيا كمنظمة، ولكنه اعترف بأن هناك أعضاء لديها بإندونيسيا.
واعترف يودهيونو بأن ثلاثة إندونيسيين هم زعماء بالجماعة الاسلامية، وهم رجال الدين الاسلاميون أبو بكر بشير والحنبلي وأبو فاتح، على الرغم من زعمه بأن الجماعة المتشددة ليست لها منظمة داخل البلاد.
وطالبت أستراليا، التي ربطت بين الجماعة الاسلامية وتفجيرات بالي التي وقعت ليلة السبت/الاحد وأسفرت عن مقتل 182 شخصا معظمهم من السائحين الاستراليين، بإدراج الجماعة على قائمة الامم المتحدة للمنظمات الارهابية. وقد دأبت أجهزة الاستخبارات في سنغافورة وماليزيا والفلبين على القول إن بشير هو زعيم الجماعة الاسلامية، المنظمة المبهمة التي يشتبه في أنها تسعى إلى إقامة دولة إسلامية واسعة في أجزاء من جنوب شرق آسيا. ويقال إن الجماعة الاسلامية لها صلة قوية بتنظيم القاعدة الارهابي، الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وحققت الشرطة الاندونيسية عدة مرات مع بشير خلال العام الحالي، ولكنها لم تعتقله لعدم وجود أدلة. وانتقد المراقبون السياسيون في جاكرتا الحكومة الاندونيسية بزعامة الرئيسة ميجاواتي سوكارنوبوتري لفشلها في قمع المتشددين مثل بشير، وزعم المراقبون أنها لم تفعل ذلك خشية معاداة العناصر الموالية للاسلاميين داخل حكومتها. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين أن بشير كان ينادي بالعداء للمصالح الامريكية والدول الغربية وهو ما يعاقب عليه القانون الاندونيسي، ولكنه لم يعاقب أبدا ومن الواضح أن ذلك لاسباب سياسية لانه يتمتع بحماية.
وتوجه بشير، الذي يتزعم حركة المجاهدين المسلمين الاندونيسية التي تتخذ من سولو بوسط جاوا مقرا لها، إلى محكمة جنوب جاكرتا صباح امس لرفع دعوى تشهير ضد مجلة تايم خاصة بعددها الصادر في 23 سبتمبر حيث تم الربط بينه وبين القاعدة. وقال بشير عقب رفع الدعوى أن الجماعة الاسلامية لا تتواجد في إندونيسيا. وأضاف بشير الجماعة الاسلامية كانت مجرد مؤامرة حاكتها الولايات المتحدة لخلق جبهة للقاعدة في جنوب شرق آسيا لجذب المسلمين المتطرفين ثم القبض عليهم.
ومن ناحية أخرى، ألقي القبض على العشرات من أعضاء الجماعة الاسلامية المزعومين في دولتي ماليزيا وسنغافورة المجاورتين منذ أواخر العام الماضي. وقال بشير إنه ليست لديه أي خطط لحل حركة المجاهدين المسلمين في أعقاب مأساة بالي. وقال بشير: ستواصل حركة المجاهدين المسلمين الاندونيسية أنشطتها حتى يتم تطبيق الشريعة الاسلامية في إندونيسيا.
وكانت جماعة عسكر الجهاد الاسلامية قد تم حظر نشاطها أمس الاول /الثلاثاء/. وتعد هذه الجماعة إحدى أكثر الجماعات الاسلامية المتشددة سيئة السمعة في إندونيسيا. وأكد زعيم الجماعة جعفر عمر طالب أنباء حل جماعته المسئولة عن ارتكاب بعض أسوأ الفظائع خلال الاضطرابات الطائفية التي اندلعت في بؤر ساخنة مثل أمبون ووسط سولاويزي، إلا أنه نفى أن تكون لتلك الخطوة أي صلة بتفجيرات بالي التي وقعت ليلة السبت / الاحد. ويأتي قرار حل هذه الجماعة المتشددة في الوقت الذي يواصل فيه المحققون الاندونيسيون بالتعاون مع خبراء من أستراليا المجاورة وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة تحرياتهم لتحديد هوية المسئولين عن تفجيرات بالي، التي يبدو أنها من عمل الارهابيين الدوليين بمساعدة شبكة محلية.