بدأت كلية الطب في جامعة الملك سعود بالرياض ولمدة ثلاث سنوات في تنفيذ بحث ميداني لدراسة التوحد واضطرابات النمو المماثلة بالمملكة العربية السعودية وذلك بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وتهدف الدراسة الى تحديد حجم مشكلة التوحد لدى الاطفال واماكن توزيع حالات التوحد في مختلف مناطق المملكة وتستفيد منها الجهات الصحية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات المعنية بالتعليم الخاص.
ويدير البحث الدكتور احمد العلي الجار الله استشاري المخ والاعصاب بقسم طب الاطفال بالكلية بمساعدة الدكتور صالح الانصاري مدير عام الصحة المدرسية بوزارة المعارف والدكتور طلعت الوزنة مدير عام الخدمات الطبية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية واستشاري المخ والاعصاب بوزارة الصحة والدكتور حسن البشري استشاري الاحصاء الطبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث الطبية علاوة على عدد من المستشارين المعنيين بهذه الاعاقة من مختلف التخصصات النفسية والاجتماعية والتعليم الخاص بالجامعة.
وقال الدكتور الجار الله الباحث الرئيسي للمشروع ان هذه الدراسة ستنفذ في جميع محافظات المملكة بالتعاون مع وزارة الصحة وذلك باختيار عينة عشوائية من السكان وزيارتهم وملء الاستبانة الاولى المخصصة لفرز حالات التوحد المشتبه بها وستتولى الفرق البحثية الميدانية تعبئتها ثم تفحص الحالات المشتبه بانها حالات توحد من قبل المختصين وتطبيق استمارة تفصيلية والتأكد من تشخيص الاضطراب وبهذا تعرف النسبة الحقيقية لاعاقة التوحد في المملكة.
واوضح الدكتور الجارالله قائلا ان التوحد يعرف بانه من الاعاقات الحديثة نسبيا وقد لوحظ تزايد اعداد الاطفال التوحديين على مستوى العالم ولا تتوافر في الوقت الحاضر اية معلومات عن نسبة حدوث هذه الاعاقة في المملكة علما بأن نسبة حدوثها على مستوى العالم من 2 ـ 5 من كل عشرة الاف طفل والتوحد اضطراب نمائي يصيب الاطفال في السنوات الاولى من العمر اذ ان الطفل يولد سليما وينمو بشكل سليم في سنته الاولى وما ان يدخل في الثانية او الثالثة حتى تظهر عليه اعراض ضعف التواصل الاجتماعي مع تدهور في النطق والتخاطب وبعدها تظهر عليه حركات لا ارادية متكررة وينعزل عن الاخرين ويفقد الاستجابة للمؤثرات وقد سبق ان كتب عن حالات توحدية في المملكة ولكن لا تتوافر دراسة ميدانية دقيقة عن هذه الاضطرابات.