عندما خاض الملك عبدالعزيز في بحر ملحمته البطولية النادرة في هذا العصر لتوحيد المملكة على الكتاب والسنة واستعادة ملك آبائه وأجداده فانه غرس في كل بقعة من بقاع هذه الديار معاني الوطنية بصورها الرائعة التي تعكس هذا التلاحم الكبير بين القيادة والمواطنين وهو تلاحم يتجسد دائما في كل مناسبة ليؤكد عمق المواطنة الحقة التي يشعر بها المواطنون وهم شركاء في مصير هذا الوطن والسعي الى تحقيق أهدافه الكبرى, وقد صرح أثناء الجولة التفقدية التي قام بها ـ بتوجيهات من قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ سمو ولي العهد للمنطقة الشرقية التي اختتمها بزيارة الاحساء بهذا المعنى الوطني الكبير, فقد شعر سموه بالفخر والاعتزاز وهو يشارك المواطنين في هذه المنطقة أفراحهم بكل انجاز تحقق على درب التنمية الطويل فالجميع شركاء في الهدف والمصير وعلى الشريك ان يعطي الشراكة حقها في القول الصادق والعمل المخلص فبناء الأمة أولا وأخيرا مرهون بمفاهيم الوطنية ذات الصور والأشكال التي تصب كلها في قنوات تقدم هذا الوطن ورفعته وازدهاره ومستقبل هذه الأمة الواعد هو نتاج طبيعي لهمم الرجال وهم يصنعون حاضرهم المليء بالعمل والأمل والتوكل على رب العزة والجلال القائل في محكم تنزيله الشريف: (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) فالجولة التفقدية التي قام بها سمو ولي العهد لشرقية الخير كما وصفها في كلماته الضافية وهو يغادر هذه المنطقة ستكون محفورة مثل بقية جولاته في ذاكرة أبناء هذا الوطن لتكون حافزا لهم عى استمرارية البذل والعطاء كل في مجال عمله لدفع عجلة التنمية الى الأمام في كل جزء من أجزاء هذه البلاد فبجهد أبناء الوطن وتمسكهم الوثيق بعروة الله سوف يتحقق المزيد من الانجازت الباهرة على طريق التنمية الشاملة في وطن تمثلت فيه أبلغ صور التلاحم وتجسدت في أبنائه معاني الوطنية الحقة من خلال الاخلاص له جلت قدرته ثم للمليك والوطن.
