مع اشراقة شمس يوم الاحد التاسع من شهر جمادى الاخر 1423هـ كنت على موعد مع محبوبتي وصحيفتي العزيزة جريدة (اليوم) بدأت بقراءة الصفحة الاولى حتى وصلت الى الصفحة السادسة وقد استوقفني طويلا واكثر من المعتاد العمود الصحفي الذي يحمل عنوان (بالاشارة) والذي كتبه فالح الصغير وعبر فيه عن الآلام والجروح والكلمات التي نتلقاها نحن الشباب الذين قهرتهم الظروف للعمل لدى شركات ومؤسسات اتخذت شعار السعودة فقط لتفعيل وجهاهتها مع الجهات الحكومية المعنية بالحرص والتخطيط لسعودة الوظائف.
في بداية عام 1421هـ ومن ضمن سعينا الدؤوب للبحث عن عمل كان قدرنا ان نوفق للعمل في احدى الشركات التي يحتاج العمل فيها الى تأهيل تقني ومن ثم الانخراط لاداء العمل.. بدأنا باسم الله وتوفيقه الدراسة وفي تخصص يعرف عنه بقلة المتخصصين فيه من الجيل السعودي الشاب.. شهران قضيناها في الفصل الدراسي في رحاب الكلية التقنية بالدمام وكان مايشجعنا على الاجتهاد شمعة تضيء لنا درب التأهيل والتوظيف اعني بذلك برنامج الامير محمد بن فهد للتأهيل والتوظيف والذي يتخذ شعار (مواطن قادر وعمل لكل مواطن) انتهى الشهران ونجحنا في الاختبارات.. دخل القليل من مجموعتنا الى العمل وذلك ضمن عقد بين الشركة التي نحمل اسمها وبين شركة ارامكو السعودية التي خططت وطورت وفعلت باساليب علمية سعودة الوظائف التقنية والادارية ودفعت المبالغ المضاعفة مرات عديدة للمقاولين المتعاقدين معها فقط من اجل برنامج السعودة ناهيك عن الخطوة الجبارة التي اقدمت عليها مؤخرا وهي انشاء مركز متخصص لتأهيل وتدريب موظفي المقاولين من السعوديين في بقيق وقد حاز هذا المركز على الاهتمام الكبير من اعلى هرم المسئولية في الشركة الرئيس التنفيذي وكبير ادارييها عبدالله جمعة الذي قرأنا وسمعنا العديد من توجيهاته للمديرين التنفيذيين للشركات المتعاقدة بالعمل لدى ارامكو السعودية بأن يفعلوا برامج السعودة لديهم ناقلا في أي مناسبة يقوم برعايتها حرص ولاة الامر في هذه البلاد على الاهتمام بأن يتلقى الشاب السعودي التدريب اللازم ليكون قادرا على اداء العمل المطلوب منه. وعودة لصلب موضوعنا انه وبعد الشهرين اللذين تلقينا فيهما التدريب انتظرنا شهورا اخرى تخيم على خواطرنا وافكارنا واحلامنا المكذوب عليها وعود غير صادقة لتوظيفنا بحجة انه لا توجد عقود عمل جديدة قد ابرمت مع شركةارامكو السعودية مع العلم بأنه يوجد لدى هذه الشركة عشرات الفنيين ينتمون لجنسيات اجنبية تعمل لدى ارامكو السعودية بامكانها استبدالها بسعوديين مؤهلين افضل من هؤلاء الاجانب فيما لو حرصت على تأهيلهم وتدريبهم خلال تلك الفترة.
ولكن ماحدث هو العكس من ذلك فخلال مكالمة تيلفونية مع المسئول عن التدريب والتأهيل في هذه الشركة اوضح أن من اكبر الخطايا التي قامت بها الشركة هو برنامج تدريب وتأهيل السعوديين علما بأن هذا المسئول ينتمي لجنسية عربية اخرى تربطنا معه العديد من الاواصر القوية والتي من اهمها الدين والعروبة.. ولكن بحرص ومتابعة مني بعد توفيق من الله سبحانه وتعالى حصلت على عقد طلب خدمة عمل مع الادارة المسئولة في ارامكو السعودية وقد وجدت فيهم الاباء الناصحون والزملاء المرشدون الحريصون على سعودة الوظائف التي تشرف عليها ادارتهم لكن الفرحة لم تتم فهذه الشركة لم تمنحنا اهم الحقوق وهو اخضاعنا لنظام التأمينات الاجتماعية متضرعين ان العقد مع شركة ارامكو السعودية هو عقد مؤقت.. ايضا كانت طامة كبرى اخرى بعد انتهاء عقد العمل مع ارامكو كانت النتيجة الجلوس في منازلنا بدون راتب وها نحن بين جدارنها تضيع فينا امال الوالدين والزوجة والاسرة وكذلك تطلعات ولاة الامر لهذه البلاد في ان نكون لهم خير سند وعضدا قويا لبناء الدولة التي اسسها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز وواصل المسيرة ابناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وراعي نهضتنا الفهد ـ حفظه الله ـ وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله وسمو النائب الثاني الامير سلطان ابناء الامام الهمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. عزيزي رئيس التحرير شكرا جزيلا لكم.. جعلكم الله عبر صحيفة وجريدة (اليوم) الغراء من مضمدي الجراحات الوظيفية للشباب.
محمد العبدالله