عندما ألمح اسم الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير تتقافز أمام ناظري معطيات إنسانية عديدة, وألمح في شخصية هذا الرجل عشقه للمروءة والقوة والأنفة والشجاعة ورباطة الجأش, وتلك سمات استقاها من عشقه للفروسية, فهو فارس في حلباتها لا يضارع, كما ألمح في شخصيته علامات النجاح مترجمة في كل أفعاله, فهو عندما يقول يفعل, ولا خير في قول غير مشفوع بعمل, فهو في كل خطواته العملية يضيف سلسلة من النجاحات الباهرة الى نجاحات حققها من قبل, فيتألق اسمه بوضوح كرجل أعمال ناجح من رجالات هذا الوطن.
تلك العلامات كلها ظهرت أمامي أثناء اجتماعي بسموه ضمن من اجتمع به في مساء يوم الثلاثاء الفائت أثناء زيارته لنا في دار (اليوم) فما سمعته عنه ظهر بجلاء أثناء حواره الأخوي معنا, فهو ينتقل من موضوع الى آخر بثقة متناهية تشعر معها بأن الرجل يلم بدقائق عدة أمور جوهرية غير الفروسية والتربية والشعر والمشروعات الاستثمارية, وأكاد أشبه هذا الرجل رغم اجتماعي القصير به بانه (موسوعة متنقلة).
وأكره ما أكره في حياتي ان أمدح رجلا في حضوره او غيابه ولا أظن انني مدحت الرجل فهو أرفع من ذلك بكثير, وهو كاره في الأساس لعبارات الاطراء والتبجيل من أي شخص, غير انني في هذه العجالة اطرح خصالا لمستها فيه, وهي ألصق بالحقائق منها الى الاطراء, ولا أظن ان كشف الحقيقة يمثل مديحا.. وأعود الى شخصية الأمير فأقول انها من الشخصيات النادرة والمؤثرة, ذلك انه عندما يتحدث في موضوع معين تخرج بقناعة مطلقة بأن الرجل يتمتع بإلمام واسع بتفاصيل وجزئيات ما يطرح أمام سامعيه, فلا تملك حينئذ إلا الاعجاب بشخصيته الكبيرة.
وهو في الوقت نفسه مستمع جيد واجادة الحديث مع اجادة الصمت معادلة نادرة لا تتوافر في شخصيات كثيرة وإن شدتنا الأضواء اليها.
أكتفي بهذا القدر من الحديث عن الرجل, وأرفض رفضا قاطعا أي اتهام يوجه من أي شخص يصفني بالتملق والتزلف.. ولا أملك ردا فاحما على هذا الوصف ان خطر في بال أحد إلا بقولي انني طرحت مشاعري بكل صدق نحو هذا الرجل.. فان كان قول الصدق تملقا وتزلفا في هذا الزمان.. فهذا أمر آخر.