على الرغم من الاهتمام الكبير والواضح للعيان الذي توليه هذه البلاد حكومة وشعبا بالمساجد, حتى ان القاطن في اي حي لا يجد ادنى مشقة في الوصول الى احدها لاداء فريضة ما, بل لا نجافي الحقيقة مطلقا لو اننا قلنا انه لو اغمض عينيه ويمم وجهه كيفما اتفق سيجد نفسه بالقرب من احدها, وهذا من نعم الله علينا والتي تكاد ان تكون خصيصة لهذه البلاد المباركة, اقول على الرغم من ذلك, الا ان بعض محطات الطرق السريعة, وانا اتكلم هنا بصفة خاصة عن تلك الواقعة على (خط قطر), مساجدها الملحقة بها تبرأ الى الله من ذلك الاهمال السافر من لدن اصحاب تلك المحطات. حسبك زيارة لاحدها لتعلم يقينا ان الملاك لم يقيموا تلك الغرف الصغيرة المسماة مساجد الا بشق الانفس, وكأنها مفروضة عليهم فأقاموها كيفما واينما اتفق. احد اقبح الصور التي لا يمكن السكوت عنها تجدها هناك في تلك المحطة المقابلة لمركز الابحاث التابع لجامعة الملك فيصل بالاحساء, ففي تلك المحطة العريقة! ستحتاج الى من يدلك على مكان المسجد الواقع خلفها, مكان لايمكن ان تصف من اختاره بالعقل ابدا, كيف لا, وهو يقع في البقعة التي ترمى فيها مخلفات الزيوت!! فأين قدسية المسجد وهذا مكانه!!!, واما الباقي وان كان اقل شانا مما ذكر, الا انه يصنف في اطار القبح ايضا, فالمسجد لايعدو كونه حجرة صغيرة لا تتناسب مع كثرة رواد هذا الطريق, واغلبهم من دول جوار!! ولا تسل عن الارضية وما فرش عليها من سجاد لا يكاد يبين من شدة الاوساخ الملتصقة به.
اما دورات المياه - وهي عامل مشترك في اغلب محطات الطرق السريعة في المملكة! فلن تستطيع مهما اوتيت من فصاحة ان تصف سوءها ورداءتها!.. السؤال الذي يفرض نفسه: الا توجد ادارة للمساجد تلزم ملاك تلك المحطات بان يهتموا بالمساجد التابعة لمحطاتهم من حيث اختيار المكان المناسب, والصيانة الدورية, والنظافة المستمرة!! أكثير على اولئك الملاك ان يقتطعوا جزءا لا يذكر من ارباحهم فينفقوها على صيانة تلك المساجد ونظافتها!!, ام انهم ازاء الاهمال والتغاضي من قبل المخولين بادارة المساجد ضعفت نفوسهم في ان تبادر بالانفاق ولو بالقليل من تلقاء نفسها؟!. ايها المسئولون الكرام.. ايها الملاك.. اعيدوا لتلك الاماكن الفاضلة صورتها اللائقة بقدسيتها وبمكانتها الكبيرة في قلوب وافئدة اهالي هذه الديار, كما انكم مسئولون عن صورتها امام كل زائر من دول الجوار يرتاد طرقنا السريعة, فضعوا ذلك في الحسبان, ولا تفضحونا!.
شكر وتقدير.. الى رجل الاعمال لحسن صنيعه المتمثل باقامة ذلك المسجد الرائع حقا والجميل جدا على طريق (الاحساء الدمام السريع), ومرافقه من دورات مياه غاية في الجمال والنظافة, ترى كم من المسافرين الذين جابوا ذلك الطريق وصلوا في المسجد فلم يملكوا انفسهم ازاء هذا العمل المستغرب بالنسبة لطرقنا السريعة!! الا ان يرفعوا اكف الضراعة الى الله ان يزيد ويبارك لهذا الفاضل في تجارته وان يجزيه عن المصلين خير الجزاء.
