استشعرت حكومة خادم الحرمين الشريفين باستشراقها لآفاق المستقبل ما سوف يحدث من متغيرات ومستجدات اقتصادية عديدة فدأبت منذ فترة ليست قصيرة بالاقدام على سلسلة من الخطوات الحيوية حتى تغدو منسجمة ومتناغمة مع ماطرأ على الاقتصاد العالمي من متغيرات متسارعة، فكان اهتمامها بخططها التنموية المتلاحقة التي نفذت منها ست خطط ناجحة وشرعت في الخطة الخمسية السابعة منذ عامين، وقد ادى ذلك الى اكساب الاقتصاد الوطني بالمملكة قوة على قوته ونجاحا اضافيا الى نجاحاته المتعاقبة، وقد حرصت المملكة وهي تقوم بانفاذ خططها التنموية الخمسية المتتالية بالتفاعل الايجابي المباشر مع ماطرأ من متغيرات في الهياكل الاقتصادية العالمية ومحاولة الاندماج بها والشروع للانضمام لمنظمة التجارة العالمية،فجاءت هذه التهيئة المنطقية لاستثمارات وطنية وأجنبية كبرى، وجاءت تلك الاصلاحات الاقتصادية لتواكب تلك المتغيرات مع اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالحفاظ في الوقت ذاته على تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة والارث الحضاري المستمد من الثقافة العربية والتقاليد الوطنية الاصيلة، وقد اشار الى كل ذلك سمو ولي العهد اثناء رعايته لحفل افتتاح ندوة الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي يوم امس الأول بما يؤكد حرص المملكة الشديد على التفاعل مع الاقتصاد العالمي والاندماج معه في عصر يشهد مستجدات متسارعة عديدة لا سيما في مجالات حرية التجارة العالمية والمنافسة الاقتصادية والثورة الهائلة في النظم المعلوماتية والاتصالية، فالمملكة من هذا المنطلق لاتعيش خارج السرب وانما تسعى جاهدة للانخراط في تلك المتغيرات والاستجابة لمستجداتها ايمانا منها بأن العصر الحاضر سوف يشهد المزيد من التكتلات الاقتصادية الهامة، ولن يصبح هناك وجود لدول تحاول الانكماش على ذاتها وتحاول الابتعاد عن روح العصر بكل معطياته وطوارئه.