نقرأ كثيرا في صحفنا المحلية وفي الصحف الأخرى العديد من الأخبار المؤلمة قال تعالى في شأن رسوله الكريم (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) بعث الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى العالم بعربه وعجمه وببعثته الشريفة أشرق النور على هذا الكون , نعم جاء رحمة للعالمين وكيف لا يكون كذلك؟. فالرسالة التي جاء بها والدين الذي نادى به يحمل في كل شعاراته خير الأمة وصلاحها في الدنيا والآخرة , فنادى بالعلم بدل الجهل , وبالحلم بدل الغضب وبالعدل بدل الظلم , وبالرحمة بدل الرهبة وبالعطف والاحسان والايثار بدل الإساءة والأنانية , وبالسلام والمحبة والتلاحم بدل الإرهاب والبغض والتفرق , وهكذا مقابل كل عمل سيء عمل حسن ولكنها ضاعت على الذين عميت أبصارهم عن الإسلام ولم يفتحوا أعينهم له, هو شمس واحدة أشرقت على الجميع وللجميع ولكن السؤال كيف نستفيد منها؟ لو أتيح للإسلام الأصيل ان يطبق على الصعيد الحياتي والميداني لعاش العالم في خير وسعادة ولكن.
بالإسلام ومن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم تعلمنا كيف يكون الحوار والمجادلة مع الآخرين (وجادلهم بالتي هي أحسن) لا سب ولا شتم ولا افتراء على الآخرين ولكن ما نراه مما يشن على الإسلام وعلى الرسول وعلى المقدسات الإسلامية من حملات تغذيها أصابع يهودية تريد ان تطمس معالم الدين وتشوه السائرين على نهجه ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. بالأمس القريب دنس الارهابي شارون أرض المسجد الأقصى متحديا مشاعر المسلمين واليوم تجري مخططات لهدمه واستبداله بالهيكل المزعوم ولكن ماذا نحن فاعلون.
وتتوالى الأحداث وتزداد السهام على الأمة الإسلامية فماذا بقي لنا من مقدسات لم تهن ولم ترمها سهام الحاقدين فهذا القس الأمريكي المتعصب جيري فالويل لمن يصف الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بانه ارهابي والعياذ بالله الرسول الذي يصفه الله بالرحيم والصبور وخير من بعث وأشرف الموجودات على الإطلاق يوصف بأنه ارهابي هذه الكلمة انتشرت لتحمل الى كل المسامع في بقاع الدنيا عبر برنامج 60 دقيقة في شبكة سي .بي اس.
وبعد هذه التصريحات لهذا القس المتعصب ينشر خبر مفاده ( اعتذر القس جيري فالويل عما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال إنه لم يقصد عدم احترم لأي مسلم ملتزم بالقانون وقال إنه يأسف لما سببته تصريحاته من ايذاء للمشاعر .. كان خطأ وانا اعتذر!!!
انه من السخف أن يعتذر بكل هذه البساطة ومع ذلك لم يلق ذلك الاعتذار صدى واضحا مثلما لقيته كلمته الأولى ؟! انهم لا يزالون يسيئون الى مقدساتنا ويقتلون ابناءنا ونساءنا ويقاتلوننا جهارا ويحتلون اراضينا ويسلبون ثرواتنا فهل سيعتذرون عن ذلك أيضا بكل بساطة وسذاجة؟. يجيدون فن الأسف ونجيد فن ابتلاع المهانة. في المقابل عندما نمس شيئا من عقيدتهم او غير ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد ويأتي هذا الأخير الفرنسي ميشيل هو ليبيك ليصف الإسلام بأنه دين غبي فماذا نحن فاعلون أيضا؟
الإسلام مشرق وسيظل مشرقا ولأنه يحاكي الوجدان وضمير الإنسان فلابد ان يأتي اليوم الذي سيعم العالم من أٌقصاه الى أقصاه الإسلام والسلام بما للكلمتين من ارتباط عميق.
أحمد جاسم الهبدان
الأحساء