(نقرأ في مقامات الهمداني هذه العبارة:
( رأيت بالأمس رجلا يطأ الفصاحة بنعليه يسأل الناس).
أن تثير شخصية الاعجاب بأدبها وان تضطر الى التسول لتأمين عيشها، هذا نشاز لا يحتمل، ومناقضة تثير سخط عيسى بن هشام الذي كان همه الاول اكتساب الأدب.
يحيا ابو الفتح رغم فصاحته حياة بائسة، عبثا ينتج نصوصا، عبثا يكون مستودعا للقيم الشعرية التي تدعمها الجماعة، فهو يعيش عيشة المكدي (المتسول) مالك مع هذا الفضل ترضى بهذا العيش الرذل؟!
يذكر الهمداني في واحدة من رسائله ان مقاماته موضوعها الكدية (..) ان كل شيء في المقامات تابع للكدية باعتبارها غاية نهائية.
(..) ان امكانيات اللغة معبئة نحو هدف محدد. واذ يميز الهمداني موضوعة الكدية ويكرس لها كنوز بلاغته فلكونها تتيح له وصف الوضع الجديد.. الخ).
عبدالفتاح كيليطو/ المقامات ص61