يوم أمس الأول وزعت وكالات الأنباء صورا من العاصمة الصينية بكين تظهر رجال الشرطة، وأفراداً من الجيش الشعبي الصيني، وهم يقومون بتنظيف ميدان تيان آنمين أو الميدان السماوي أشهر ميادين المدينة من بقايا العلكة التي يقوم برميها بعض المستهترين والمستهترات على الأرض دون تفكير بتبعات مثل هذا الأمر الذي ينظرون اليه على انه بسيط. سلطات عاصمة بلاد المليار والمئتي مليون نسمة، لم تكتف باستدعاء الشرطة وأفراد الجيش لتخليص ميادينها من اسوأ العادات، وانما قامت بتغريم كل من يضبط وهو يبصق علكة على الأرض مبلغا لايقل عن عشرين دولاراً أميركيا، وهو مبلغ كبير بالنسبة للصيني العادي، كما قررت ان يقوم من يكرر المخالفة بتنظيف مساحة كبيرة من الشارع الذي بصق فيه علكته في واحدة من صور الصرامة الصينية في تطبيق القرارات والعقوبات المترتبة عليها، ولازلنا نتذكر كيف قضت محكمة صينية في شمال البلاد بإعدام صاحب مطعم دفعته الغيرة المهنية الى تسميم رواد مطعم منافس له، صدرت العقوبة وبعدها التنفيذ بعد ادانة الرجل الذي تسببت غيرته تلك في وفاة عشرات الأبرياء. تنظيف شوارع بكين، ذكرني بتلك الطرفة التي تروى عن كيفية قضاء الصينيين على الذباب دون تلويث الاجواء بالغازات الضارة، وذلك عندما دعا مؤسس الصين الحديثة الزعيم ماو تسي تونج مواطنيه الى ان يحمل كل منهم منشة ذباب للقضاء على هذه الحشرة المزعجة، مليار منشة كانت كفيلة بإبادة جحافل الذباب عن بكرة ابيها في غضون أيام. هذه الاخبار من بلاد المليار، هي دعوة للاخوان في بلدياتنا، دون ان يكون ذلك على طريقة الكلام لك ياجارة، الى ان يتابعوا القرارات التي يصدرونها وخاصة تلك التي تحظر اللبان الآسيوي، ومع ذلك لوثت الشوارع ومداخل البنايات، دون ان تقدر على ضبط المسألة التي مضى على حظرها اكثر من عشرين عاما، واما عن بقية الملوثات، فنأمل ألا نصاب بلوثة نسيان المتابعة فالأمثلة لا تعد ولا تحصى.
@ الاتحاد الاماراتيه @
