في ظل المتغيرات والتحولات العلمية والتكنولوجية، وسيادة بعض دول العالم على الاخرى لتفوقها العلمي والتكنولوجي يجب ان نطرح سؤالاً هاماً، ما موقف امتنا العربية ازاء التحديات الجسام التي يطرحها عصر المعلومات، والاجابة عن هذا السؤال يتضمنها كتاب الدكتور نبيل علي "العرب وعصر المعلومات" وتكمن اهمية هذا الكتاب في نقطتين اولاهما تتعلق بالمجتمع العربي وثانيهما في ان المؤلف اعتمد فيه على عدد كبير من المراجع تصل الى سبعة وستين مرجعا تتراوح بين المراجع العربية والمترجمة الهامة.
أما ما دفع المؤلف الى هذه الدراسة فهو شعوره بأن المعلومات قد اصبحت شريدة بيننا نحن العرب، يتنازعها اهل الكمبيوتر، واهل الاتصالات، واهل الاعلام، واهل المكتبات، وينأى عن الكتابة في امورها مثقفونا من اهل الانسانيات، ظناً منهم غالباً ان المعلومات هي صنعة الفنيين، وهؤلاء بدورهم حصروا انفسهم في امورها التكنيكية دون الجوانب الاخرى لهذه القضية شديدة التشعب، اذن فالهدف الرئيسي من وراء هذا الكتاب هو استنهاض همة المثقفين وقادة الرأي والفعل في وطننا العربي، لكي يدلوا بدلوهم في هذه القضية المصيرية وذلك لتنمية القدرات الذاتية وسد الفجوات الحضارية وامتصاص الصدمات المستقبلية.
هذا عن غرض الكتاب وماهيته، اما عن محتواه فقد سعي في فصله الاول الى عرض عام لقضية العرب والمعلومات بأسلوب (الكرلاج المعلومات). وتناول الفصل الثاني بعض المفاهيم والتعريفات الاساسية فيما يخص المعلومات ومعالجتها آلياً وذلك كتمهيد ضروري لاستعراض التوجهات الرئيسية للروانق الفرعية لتكنولوجيا المعلومات ومغزى هذه التوجهات بالنسبة لنا نحن العرب، وقد تناول الفصل الثالث روافد الشق المادي Hard Ware
والفصل الرابع روافد الشق الذهني Soft Ware اما الفصل الخامس فيبرز في بدايته خصائص تكنولوجيا المعلومات وطبيعتها الاندماجية بعد ان انصهرت بداخلها روافدها التكنولوجية الفرعية، ليتبع ذلك بأنواع تطبيقاتها في الانشطة الاجتماعية المختلفة والتوجهات الرئيسية لهذه التطبيقات ومغزاها العربي، بهذا نكون في وضع يسمح لنا بدراسة انعكاسات ذلك كله على ساحتنا العربية، وهذا ما فعله المؤلف في الفصل السادس حيث تناول مشاكل توطين تكنولوجيا المعلومات في بيئتنا العربية، والملامح الرئيسية لقطاع المعلومات العربي: الراهن والمرجو، مقروناً بملامح المشهد المعلوماتي الاسرائيلي، يمثل الفصل السابع نقطة المفصل في تناول المؤلف لاشكالية المعلومات - المجتمع ذات الطابع الثنائي فهو يستعرض العديد من القضايا التي تشقى بها منطقة تداخل منظومة المعلومات مع منظومة المجتمع بصفة عامة والمجتمع العربي بصفة خاصة، وقد انتقينا من هذه القضايا ثلاثاً حول علاقة تكنولوجيا المعلومات بالثقافة العربية واللغة العربية والتعليم العربي، ليتناول كلاً منها بحديث اكثر تفصيلاً في الفصول: الثامن والتاسع والعاشر على التوالي، لينتهي الكتاب ببعض الافكار الاولية عن سياسة عربية للمعلومات تضمنت اقتراحاً بالمدخل المعلوماتي بديلاً عن المدخل الامني او الاقتصادي كوسيلة لاعادة الاندماج المعرفي العربي.
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
عدد الصفحات: 450 صفحة
