كتبت قبل عدة أشهر عن الدور الذي لعبته الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العشرين سنة الماضية حتى وصلت الرياضة السعودية الى مكانتها المرموقة سواء في كرة القدم أو بقية الألعاب، وسردت عشرات الانجازات التي تحققت بفضل الله ثم بفضل الجهود والأفكار والامكانات التي سخرتها الدولة عبر الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وتحدثت عن حقيقة كالشمس لا يمكن تغطية نورها حول الدور الكبير الذي لعبه المغفور له بإذن الله فيصل بن فهد ومن بعده سلطان بن فهد ونواف بن فيصل. وقد كان سمو الرئيس العام كريما معي فبعث لي خطاب شكر وتقدير لموقف أعتز به وأفتخر به عندما تصديت لحملة ظالمة لا مبرر لها بعد خسارتنا من ألمانيا في نهائي كأس العالم وهي الخسارة التي هزت الشارع السعودي وفي مقدمتهم سمو الرئيس العام وسمونائبه فهي خسارة كبيرة لم نتحمل حجمها. لكنني ومع بعض الزملاء رفضنا أن تكون هذه الخسارة هي المعيار والحكم على أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واستغربنا أن هناك من استخدم تلك الخسارة كسلاح لطمس الحقيقة وقلم يشوه التاريخ الذي لا يكذب وهو المليء بالانجازات والبطولات والأفراح.
أمر عجيب أن نحمل اتحاد القدم والرئاسة العامة كل المسئولية ونتجاهل في الوقت نفسه انجازات نحتاج الى كتاب لسردها والحديث عنها والأعجب أن هناك من يتحدث عن فصل اتحاد القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وأنا أسأل هنا هل جاءت بطولات آسيا عام 84 و88 و96 من فراغ وهل الوصافة عامي 92 و2000 والتأهل لكأس العالم 94 و98 و2002 وكأس العام للناشئين في اسكتلندا والتأهل للأولمبياد في سيدني وأتلانتا وبطولات العرب والخليج وغيرها من البطولات، هل كانت جميعها بطولات تحققت بالصدفة؟؟ ألم يكن للرئاسة العامة لرعاية الشباب ولسمو رئيسها وسمو نائبه أي دور في تلك الانجازات؟؟
ان الذين يتحدثون عن قرارات عجيبة كهذه يتجاوزون الحقيقة ويغفلون عن الأمانة ويغمضون أعينهم عن الصدق والوفاء ويكذبون على أنفسهم وعلى غيرهم بمغالطة الحقائق وتزييف التاريخ.
يا سادة يا كرام حتى اللحظة وانجازات الوطن الرياضية مستمرة فبالأمس حقق منتخبنا للمعاقين بطولة الخليج وكذلك منتخبنا للناشئين الذي خطف كأس الخليج وفي بوسان تحققت الألقاب وحصد أبطالنا الذهب ومازال الأمل مستمرا لتحقيق مزيد من الانجازات والمنطق يقول ان نرد الفضل لأصحابه والا نسلبهم حقهم فما يتحقق لم يكن ليحدث لولا أن القاعدة كانت متينة والخطط المستقبلية كانت سليمة والجهود المخلصة كانت وفيرة.. ولهذا تحققت البطولات وتكررت الانجازات في كل الألعاب في البحرين والرياض وبوسان كما كانت في الدوحة وسنغافورة وأبو ظبي واسكتلندا.
ان اخفاقنا أمام ألمانيا لا يستحق أن نشطب انجازات الوطن وليس من المعقول ان نتوقف عن تلك المباراة بينما نقفز فوق التاريخ ومنصات التتويج. ومهما كنا نطالب بسماع آراء الجميع فليس من المنطق ان نسمح لكل من هب ودب بأن يشوه ماحققه الوطن ويتجاهل ما قدمه أبناؤه المخلصون أمثال سمو الراحل الكبير وسمو الرئيس العام وسمو نائبه. ولكم تحياتي.