تحدثت الحلقة السابقة عن البطالة عن العمل التي تتفاقم في كل المجتمعات لاسباب كثيرة من اهمها واكثرها مفارقة وغرابة الفتوحات العلمية.
هذه الحلقة تتناول نوعا آخر من البطالة هو "بطالة الذهن" التي لا أحد يلتفت اليها او يضع لها علاجا او يقترح حلا.
ان "المقلد" في سلوكه وآرائه ونظرته الى الامور.. هو انسان يعاني بطالة ذهنية يجهلها غالبا ولذا فهو لا يسعى الى علاجها او الخروج من قبضتها ويبقى يكرر بصورة اجترارية مواقفه وآراءه معتقدا انها الصواب المطلق.
ان كثرة المقلدين في اي مجتمع دليل على انه مجتمع ليس متخلفا وحسب بل هو يدافع عن تخلفه.
نعم. ان الخطر لا يكمن فقط في التخلف بل يكمن بصورة اشد في الدفاع عنه من المتخلفين انفسهم. وفي هذا نوع آخر من الشلل الاجتماعي او البطالة في نشاط المجتمع.
يمكن ان نعمم هذا على مختلف حقول او ميادين النشاط الانساني فالشاعر الذي لايعرف التجريب ولا يرتاد المجهول ويسير على خطى الماضين ماهو الا بطالة وجدانية تشبه عربة فارغة في قطار يسير بقوة الاستمرار.
وهكذا دواليك او كما يقول القدماء: فافهم وتأمل.