كتابة الرأي اليومي في الصحف وان اصبحت هما مضاعفا اليوم مع طفرة النشر الالكتروني والوسائط المدمجة ومستقبلات المعلومات الشخصية فانها في نظري ينبغي لنا الا نتعاطى معها كجمهور واعلاميين بمنطق المعلوماتية والذي يفترض معه تزويد افراد المجتمع بالمعلومات واخبارهم بما حدث في واقعهم الاجتماعي.. المعلومة اليوم تتحرك بنبض الكتروني يجعلها في متناول الانسان العادي سواء عبر الانترنت او الهواتف النقالة او اجهزة الاستقبال الكفي التي تعرف اليوم بالبالم.
فالحادثة او الواقعة مثلها مثل السلع والمنتجات والخدمات يتم التعاطي معها كمعلومة من السوق يحكمها منطق الترويح التجاري وقوى العرض والطلب علاوة على مصالح القوى السياسية والاقتصادية في الدول المتقدمة. على اية حال, قد لا يكون هذا محور حديثي هنا, قدر ما اقصد ان كتابة الرأي في الصحافة اليوم مع كل التخمة المعلوماتية التي تطبق على مجتمعات اليوم اصبحت معنية بما وراء المعلومة لا المعلومة نفسها.. فالجمهور اليوم حسب تقديرات اليونسكو يعاني تكثيفا معلوماتيا لايسعف الانسان معه الاستفادة من المعلومة.. وهذا يعني ان المعلومة متاحة للجمهور في العديد من مجتمعات العالم الاول والثاني وحتى النامي مع حضور الفضائيات وطرق المعلومات السريعة وفائقة السرعة وعليه فكتابة الرأي منبر معلوماتي يطلع فيه الكاتب الجمهور على مالاتصل اليه ايديهم واعينهم واذانهم, تصب اهتمامها اليوم على اساليب الربط بين اكثر من معلومة وتفنبط ما تحمله اكوام المعلومات لتزويد الجمهور بما اسميه انا ما هو غير مفكر فيه او بالاصح ما يفوت على العاديين من الناس ممن لاتسعفهم رؤوسهم في زحمة الحياة اليومية من التأمل والتفكير فيه.. وهذا بطبيعة الحال, يعطي كتابة الرأي ادوارا تلائم عصر المعلوماتية وتعزز من قيمة من يكتبون للناس عما يجري لهم ولكن في نطاق اهتماماتهم لا خارجها.