الربيع والصيف فصلان من فصول السنة. ولاشك في ان لكل فصل صفاته المميزة. وله في الذاكرة الجماعية حكايا, وحتى اوهام تنطلق من تلك الصفات.
حين نبحث في ذاكرتنا الجماعية عما تركه الربيع فيهن.. ماذا نجد؟ لانجد فيها الازهار البرية وابتسام الصحراء نصف ابتسامة.
ولكن حين نأتي الى مفردة الصيف ونبحث عما خلفته في ذاكرتنا الجماعية نرى قاموسا بكامله بين الصور المرعبة والذكريات الكئيبة.
وجاء (الانحباس الحراري) الذي سببته مصانع الدول الكبرى ودمرت به البيئة. ليزيد من قوة الصيف عندنا وعند غيرنا.
ان البيئة تصرخ ولا احد يسمع صراخها من قادة العولمة والذين يسمعونه لايقدرون على شيء.
اليس كذلك؟
تعبيران
الشاعر العربي يقول:
الاذن تعشق قبل العين احيانا.
اما شكسبير فيقول:
انظر باذنيك.
هل تلمس فرقا بين هذين التعبيرين؟
ولماذا؟
هناك مايسمونه العشق الغريزي وهو ما عبر عنه ابن سينا بالقول (من ادرك خيرا فانه بطباعه يعشقه, وكل واحد من الموجودات يعشق الخير المطلق عشقا غريزيا).
نفترض ان هذا العشق الغريزي يمكن ان يدخل القلب عن طريق الاذن. ولكن هذا الافتراض الذي تنفيه الدقة يجعل قول الشاعر العربي (جزئيا) محصورا في شيء مشكوك في امكان حصوله.
ما يطرحه قول شكسبير رؤية اخرى. رؤية شاملة لكل ما نسمع.
ان الببغاء وحده هو الذي لاينظر فيما يسمع.
انت: هل تنظر باذنيك؟
