DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحطاب المبتل

الحطاب المبتل

الحطاب المبتل
أخبار متعلقة
 
سررت كغيري من المواطنين بمانشر في اليوم الاثنين الماضي عن دعوة معالي وزير المياه الدكتور غازي القصيبي للمواطنين خاصة بترشيد استهلاك المياه والحد من الاسراف فيه عن طريق استحداث تقنيات جديدة تحد من كميات المياه المسكوبة من المخارج الداخلية بالمنازل. انني ارى نيابة عن القراء ان تلك الدعوة ينقصها نوع من التطبيق العملي على بعض الادارات الحكومية التي تسرف في نشر البساط الاخضر في مساحات وارصفة طويلة ماتلبث ان تزال بعد فترة او تظل لتسبغ الارتياح النفسي للموظفين وزيادة هيبة عند مراجعيها, ولن نحدد يامعالي الوزير دائرة معينة او شارعا محددا او حديقة بعينها, فكلكم نظر وبعد بصيرة. يشهد الله ان قلوبنا تحترق قبل عيوننا لرؤية اعداد من العمالة الآسيوية تنهل باسراف مفرط على الطرقات تسكب الماء على البساط الاخضر وكانها لازالت تعيش على الانهار والامطار. ان الاسراف في استخدام المياه على الطرقات وامام البلديات وفي داخل الجامعات وغير ذلك بكثير لايرضى عنه الدين ولا العقل ولاولاة الامر. اننا نرى ان التركيز على نشر الاشجار اليانعة والنخل الباسق من الامور المحببة للعين والخاطر وهي تستهلك كميات من المياه اقل.. البساط الاخضر وبخاصة وفق نظام التنقيط بعد ان تترك الشجرة ظلها في عنان السماء بدلا من القصات الحديثة التي تخالف كل دعوات المحافظة على البيئة وصحتها. ومن جهة اخرى, فان سياسة الاغراق عند المزارع تسير على قدم وساق منذ أمد بعيد وهم المعنيون اولا بالخطاب, اذ ان الدكتور غازي اشار بنفسه في لقاء تلفزيوني مع الراشد قبل فترة قصيرة ان 10% من استهلاك المياه هو للشرب الداخلي اما بقية النسبة فانها تذهب للزراعة, ولعل الزائر الى النخيل والمزارع في اكثر مناطق المملكة وضواحيها يرى كيفية الاغراق لبعض المحاصيل وبخاصة مايعمل مع الارز الحساوي, ولعل هذا نافعا اما غيرها من المزارع فانها تحولت الى استراحات يسكب الماء فيها بكميات كبيرة جدا للترفيه والسباحة وليس لشيء ينفع. والشيء بالشيء يذكر, تشهد بعض الادارات العامة وفي الفترة المسائية حين لا مراجعين ولا موظفين انوارا عديدة على الاسوار الخارجية واضاءات عالية بالوان متعددة في مظهر هو الآخر يوحي للمواطن بالاسراف الجلي. اننا اذا اردنا ان يصدقنا الآخرون ويعملوا بماننشده ان نبدأ بالاهم ثم المهم, فليكن تركيزنا على الحد من الاسراف في الزراعة والبساط الاخضر اينماكان وكذلك استهلاك الكهرباء لنكون قدوة حسنة لهم حتى يطبقوا خطاباتنا وحملاتنا التوعوية باقتناع حقيقي غير زائف وليس حبرا على كتيبات الورق توزع هنا وهناك من غير جدوى ترجى او فائدة تؤمل.