في أمريكا اعتاد الأفراد على التكنولوجيا فكل بضعة أسابيع يظهر شئ جديد ..رقائق كمبيوترية أسرع أو اكتشاف جديد فى علم الجينات .ونتيجة لهذا الاعتياد لم تعد تحظى هذه الاكتشافات والابتكارات بانتباه الكثيرين .ولكن خارج العالم المتقدم الأمر مختلف تماماً.
وتعتبر المكسيك مثالا جيدا فالأشياء التى اعتدنا عليها فى أمريكا وصلت هناك حديثاً .
ومن وجهة النظر التجارية والاستثمارية فإن المشكلة لا تكمن فى غموض التقنيات الحديثة وعدم مواكبة قدرات المكسيكيين لها ولكن فى عدم تطبيقها حتى الآن .على سبيل المثال فإنك تضطر لأن تذهب للمكاتب التابعة للمرافق المختلفة لتدفع نقداً فواتير الغاز والكهرباء وغيرها من الخدمات مما يسبب للمرء إزعاجاً كبيراً فهم لا يقبلون الشيكات .
ولا يرجع ذلك إلى عدم قدرتهم على إتمام الأمور بكفاءة أكبر ولكن لأنهم لم يحاولوا من قبل .
وعندما اقترحنا على أصحاب الشركات الصغيرة فى المكسيك اللجوء إلى الدفع عبر الإنترنت قالوا أنها فكرة مثيرة للاهتمام شأنها شأن الأطباق الطائرة , وهم لا يخططون للاستعانة بهذاالإجراء .
رغم ذلك فإن الاستثمارات اللازمة للقيام بذلك ضئيلة للغاية فالمصارف الإلكترونية موجودة فى البلاد بالفعل .وربما يعمل ذلك على تخفيض التكاليف أيضاً مع إقبال الناس على شراء الحاسبات الآلية .ويرجع عدم شيوع الدفع بالوسائل الإلكترونية جزئياً إلى عدم وجود عدد كاف من الأفراد الذين يمتلكون أجهزة حاسب آلى وخدمات الاتصال بشبكة المعلومات العالمية . وبالنظر لكل هذه التفاصيل يتضح أن القيام بكافة أشكال الأعمال التجارية يزداد صعوبة فى الدول النامية بشكل عام عما هو عليه الحال فى الدول المتقدمة.
ولا ترجع جميع الأسباب إلى عوامل تقنية فقط ولكن يعود بعضها إلى افتقاد المبادرة حث يتفاوت مدى قبول البطاقات الائتمانية بين الإفراد والبريد أيضاً لا يمكن الاعتماد عليه فى تلك البلدان.