ماهو نوع حكومة القرن الواحد والعشرين؟ هل تستمر الحكومات الورقية بنفس أساليب تعاملها في الألفية الجديدة؟ ففي ظل حكومة القرن الواحد والعشرين لن يكون بوسع الحكومات سداد رواتب الموظفين كما هو معتاد عليه طوال الأزمنة الماضية بل سيكون راتب الموظف حسب ادائه، فاذا ازدادت معدلات انتاجيته ارتفع اجره في حين لو انخفضت انتاجيته انخفض معه اجره، وقد يحصل في شهر على راتب مرتفع للغاية وفي شهر آخر على راتب متدن.
هذا هو ما خلص اليه وزير الدولة للتنمية الوطنية في سنغافورة فيفيان بالاكريشنان والذي عرض على المشاركين تجربة بلاده امام منتدى دبي الاستراتيجي الذي عقد الاسبوع الماضي في ادارة الخدمات المدنية،
كما كشف عن العديد من أسباب نجاح سنغافورة كأحد النمور الآسيوية. أستهل الوزير السنغافوري الجلسة بالقول بأن سنغافورة بلد صغير لا تتجاوز كيلو مترات معدودة، ويمكن قطع الجزيرة بأكملها، والتي يقطنها رغم صغر مساحتها 4 ملايين نسمة في حدود ربع ساعة، كما انها بلد لا يتجاوز عمره 37 عاما و75% من عدد سكانه من الصينيين و15% من المالاي والبقية من الهنود. ونتيجة لهذه الوضعية لم يكن أمام سنغافورة خيار آخر غير تنمية اقتصادها وفتح الباب أمام الأجنبي للاستثمار حيث يبلغ حاليا عدد الشركات الاجنبية حوالي 16 الف شركة اضافة الى استثمار أموال ضخمة في اقامة بنية تحتية أكثر تطوراً في المطارات والموانيء وشبكات النقل، كما أقمنا وحدات مصرفية ومالية متطورة وحديثة، وبدون هذه الشفافية لا يمكن للأجنبي ان يأتي للاستثمار ويراهن على بلد صغير.
وأضاف: لقد أوقفنا ما يعرف تقليديا بالعلاوات واعتمدنا نظاماً يقوم على الاداء، وفي سنغافورة يعتبر راتب الوزير الأعلى في العالم غير انه معرض للانخفاض حسب اداء الوزير وانتاجيته لأن عليه الوصول الى مستوى معين ما لم يتحقق يتعرض راتبه للنقصان، وشخصيا تعرضت للاستقالة عندما عملت في احدى الوحدات الصحية لأن السلطات رأت عدم الحاجة داخل الوحدات الصحية للخدمة المدنية، وتستهدف الحكومة ضمن خطتها تقليص عدد العاملين في الخدمة المدنية.
وتطرق الوزير السنغافوري الى خطة حكومته لنشر التقنية في المنازل مشيرا الى ان لدى الحكومة خطة بإمداد كل منزل بجهاز كمبيوتر على ان تتكفل الحكومة بسداد فاتورة استخدام الانترنت عن الشهور الستة الأولى بهدف تشجيع السنغافوريين على استخدام تكنولوجيا المعلومات والتجاوب مع خطة الحكومة الالكترونية والتي تتيح كافة الخدمات بما فيها عقد الصفقات عبر الانترنت.