DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ما الشارع؟.. ومن اختار؟

ما الشارع؟.. ومن اختار؟

ما الشارع؟.. ومن اختار؟
أخبار متعلقة
 
في عالمنا العربي في الدول التي تعمل بنظام التمثيل النيابي السياسي عادة ما تفاجأ (النخب الثقافية) بل وتعيش في حالة من الذهول من بعد التجربة الانتخابية الاولى، ومرجع دهشتها ومفاجأتها هي اختيارات الشارع التي تقع عادة خارج نطاق كل توقعاتها، لذا تجد رد فعلها اقرب للهيجان واقرب لحالة الطفل العنيد الذي لا يريد ان يصدق ما يقال له، ولا يريد الاقرار بهزيمته! وما ذلك الا لان اختيارات الشارع ببساطة عادة ما تجيء هزيمة لتنظيرهم وفكرهم مما يكشف عن طول المسافة التي تعلو فيها ابراجهم البعيدة عن الارض واوحالها. الطريف في الامر ان العديد من النخب الثقافية عندنا في البحرين اسهبت من بعد ظهور النتائج الانتخابية في الحديث عن تدني الوعي عند شرائح عديدة في الشارع البحريني، وبعضهم سارع في التفكير في البدائل التي تحد من حرية الشارع في الاختيار وتحدث عن فوارق بين دول حديثة العهد بالديموقراطية ودول عريقة في الممارسة الديموقراطية بل ولم يتردد في البحث حتى في (اساليب التدرج) هذا التدرج المحرم على الحكومة ان تتذرع به و..و كأنها اكتشفت (فجأة) ان للشارع البحريني درجة من درجات الوعي غير التي كانت في مخيلتها، وهي التي بح صوتها وهي تطالب بالديموقراطية متغنية بدرجة الوعي والنضج عند الشارع البحريني ومدى استعداده للمساهمة في عملية صنع القرار بنظام التمثيل النيابي... الآن اصبح التدرج مرغوبا؟! المشكلة في نخبنا المثقفة انها تحمل المنظار بشكل معكس فتقرب العدسة الكبيرة من عينها وتنظر من خلالها الى بقعة صغيرة هي ما تسمح بتمريره العدسة الصغيرة في الجهة المقابلة، ثم تكتشف ان ما كانت تراه لم يكن نفسها ودواخلها. الكتلة الانتخابية في البحرين بالمعايير والمقاييس الدولية تمثلا فعلا الشعب البحريني نوعا وسنا وطبيعة اجتماعية واقتصادية وثقافية، وقد اعطيت الآن للمثقف البحريني الفرصة الذهبية ليرى المجتمع البحريني عن قرب ويلامسه ملامسة مباشرة ليعرف من هم هؤلاء بدلا من التنظير المكتبي السابق، صحيح انه صعق لوجود مسابقة كبيرة بين رؤيته المحدودة وبين الواقع الا ان عليه ان يفوق بسرعة ويعيد قراءة الواقع من جديد على ضوء ما احدثته النتائج الانتخابية من فرصة لفرز هذا الواقع ومعرفته معرفة حقيقية. نعم هنا ثقافة وعقلية التبعية فشرائح كبيرة قد قرر نيابة عنها وقبلت دون تردد او امتعاض بل هي قد تعودت وليس بمستبعد ان تكون قد استمتعت بتلك التبعية، وهناك ثقافة وعقلية ترجح كفة الرجل على المرأة ايا كان هذا الرجل، وهناك ثقافة وعقلية ترجح كفة ذي المظهر المتدين على اي رجل آخر ، وهناك فئة لا يهمها هذا ولا ذاك طالما اطعمتها وكسوتها متوافرة واحتياجاتها الاساسية التي تسد اذنيها عن اي احتياجات حقوقية اخرى، وهناك من استغل بجدارة هذه العقلية وتلك الثقافة فقفز الى المقعد النيابي لتفاجأ النخب المثقفة بأن كل ما كانت تعقده من ندوات ومحاضرات ومؤتمرات وتخطه يداها من مقالات وكتب ومؤلفات لم يمر على هذا الشارع ولم تقترب منه وما اقترب منها! لقد خطف الشارع منها في ليلة ظلماء كانت فيها نائمة تراودها احلام اليقظة، فاذا بالشارع يسلم نفسه طوعا لأول من طرق بابه وتلمس احتياجاته المادية والمعنوية وما اكثرها.. ما اكثرها في ظل تقاعس وضعف الاداء، ونظرة الى المناطق التي سلمت نفسها لمن خطب ودها فوعدها بالمن والسلوى والحسنة في الدنيا والآخرة سنجدها المناطق المنسية المهملة خدماتيا، وتقطنها فئات ذات مستوى معيشي متدن، تنتشر البطالة بين ابنائها والفقر بين جدرانها، شيوخا وعجائز زحفوا ارتالا ارتال لمن اهدى اليهم كيسا من الرز او عباءة حريرية او كارتونة دجاج! هذه الشرائح كانت غائبة عن نخبنا في خطابها فاذا بهذه الشرائح تقلب المجن وترجح كفة هذا على ذاك!