(بلا فضائح) لطالما وقفت هذه التركيبة اللفظية خلف كثير من الجرائم الاجتماعية والجنائية. ولطالما ظن الضعفاء ان التعتيم على المشكلة وعدم تسليط الضوء عليها ومن ثم مواجهتها اسلم الطرق للتخلص منها ولكنهم مخطئون لاشك في ذلك.. ولا يتبين لهم هذا الا بعد ان تواجههم المشكلة وتطل برأسها المتضخم حتى تعلن عن وجودها في ابشع صورة. ان كثيرا من الجرائم التي وقعت من الانسان ماهي الا نتيجة لذلك الهروب من مواجهة حالة انسانية غير طبيعية اما بمرض نفسي او ادمان على المخدرات والكحوليات والقليل منها يأتي في لحظة غضب او نزغ شيطاني مؤقت.
الام عندما توصد ابواب الدار وتشعل الحريق في فلذات كبدها ولا يكفيها هذا فتجهز عليهم بالسكين ثم تشعل النار في نفسها لا يمكن ان يكون نتيجة لحظة غضب ولم يكن لانها مدمنة بل لانها مريضة وداؤها النفس التي لم تعد قادرة على السيطرة عليها او تولي قيادها وكانت بحاجة لمن ينوب عنها بهذه المهمة خلال فترة علاجية تطول او تقصر حسب الحاجة ولكن من له (خلق) للاسف هذا بالتحديد سبب كثير من الجرائم التي تقع كل يوم في كل مجتمع.
زوج تلك المرأة قال: انها كانت تراجع طبيبا نفسيا ولكنها لم تكن ملتزمة بذلك!! وهل نتوقع من مريضة باكتئاب حاد مثلا او انفصام في الشخصية ان تلتزم بمراجعة الطبيب اذا لم يكن هناك من يتابعها ويأخذ بيدها ويقدم لها العلاج اللازم لان المريض بمثل هذه الامراض غير مؤتمن على نفسه وبالتالي هو بحاجة لمن يقدم له الدواء في مواعيده وبجرعاته المناسبة حتى لا يخطىء في حق نفسه او الآخرين. ولكن التردد على الطبيب النفسي فضيحة. ومتابعته اولا باول امر يشغلنا عن باقي المهام الحياتية فلماذا لا نهرب ونترك (القرعا ترعى) الى ان تقع الفأس في الرأس وعندها لا يجدي الهروب شيئا فان كان المسئول يخشى الفضيحة بين عشرات الناس فيما مضى فانه بعد وقوع المكروه اصبحت فضيحة بين المئات بل الالاف وليس ذلك فحسب بل سيظل شعوره بالخذلان يكبر معه يوما بعد يوم ولكن بلا فائدة لانه تعلم الدرس متأخرا جدا.
ابن مخمور يدخل ويشهر سلاحه على افراد اسرته وتنتهي القضية.. اشخاص ماتوا وآخر يقضي حياته في السجن. محب تخونه حبيبته يقتل عشرة من زملائه في المدرسة. وقائمة تطول وتطول بطول التجاهل والصد والخوف من الفضائح.. ومن له خلق!!
