عزيزي رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
في البداية أود أن أثني على صحيفتكم الغراء بما تنشره من أخبار محلية وعالمية والتطورات اليومية والاحداث بالإضافة الى نشر تعليقات وآراء بعض القراء.
لفت انتباهي في عددكم الصادر يوم الاحد 21 شعبان 1423 . 27 اكتوبر 2002 وكان رقم العدد 10726 رأي للأخت (لينا العليني ) في الصفحة 18 بعنوان: أسوأ من العنوسة شروط تعجيزية للزواج من الأجنبيات.
بصراحة لم أصدق ما قرأته في البداية وأعدت القراءة عدة مرات وكأنني أقرأ تعبيرا عن مشاعر نابعة من تجربة سيئة في الحياة , لان ما كتبت عنه يكشف عن حالة إحباط ويأس.قد كانت تنوي التحدث عن خطر زواج الشباب السعودي من الأجنبيات , وكأن الأجنبيات مرض وأن الزواج منهن أصبح يتفشى في المجتمع السعودي كالمرض او الآفة , لكنها لم تكن تنتبه لأنها بكلامها قد اساءت في البداية الى الشباب السعودي واخطأت في حقه.
فكيف تقترح ان تدفع الزوجة الأجنبية مبلغا يتراوح بين العشرين الفا والخمسين ألف ريال سعودي لوزارة الخارجية!! حسب اعتقادي أن الزوج يدفع للزوجة كي يتزوج بها إلا إذا أرادت تغيير الشرع الرباني والمتعارف عليه .ولم تعلم الأخت التي اقترحت هذا الاقتراح أنها قد جعلت عملية الزواج هذه صفقة تجارية , حيث تدفع الزوجة هذا المبلغ من أجل ان تنعم في المستقبل بأموال زوجها ولم تعلم أيضا ان بامكان الزوج السعودي ان يعطي زوجته الأجنبية هذا المبلغ كي تدفعه لوزارة الخارجية.ولا أعلم كيف استطاعت ان تصف زواج الشباب السعودي من أجنبيات بالظاهرة السيئة وأن اطماع الزوجات الأجنبيات تتجه نحو المال . كلنا يعلم ان الزوج هو الذي يتقدم للزواج بالمرأة التي اختارها وليس البنت أو المرأة هي التي ترمي بنفسها وتعرض على الرجل ان يتزوج بها وأود ان أعلق على ان السبب الرئيسي الذي يجعل الشباب السعودي يتجه للزواج من أجنبيات من دول الشام خاصة او من أوروبا وأمريكا , هو غلاء المهور الخيالية في السعودية وطلبات الزوجة وأهلها التي تقصم ظهر الرجل , مما يجعله يغض الطرف عن الزواج من بنت البلد ثم يفكر في الزواج بأجنبية.
وقد وصفت الاخت لينا أن ثمرة الزواج بأجنبية هي ابناء مشتتون تنقصهم التربية وتعج بهم سجون المملكة , لا أدري إن قامت الأخت بزيارة لسجون المملكة او الاطلاع على ملفات المساجين وحالتهم وأوضاعهم الاجتماعية حتى تستخلص هذه النتيجة ام أنها توصلت اليها اعتباطا.
وكيف تستطيع أن تؤكد نتيجة تربية الزوجة الأجنبية لأبنائها بانها ستؤدي بهم الى التشتت والضياع في الانتماء!
أفهم من كلامها هذا ان الاجنبيات لا يقمن بتربية أبنائهن وان الانحلال والفساد يستشريان بين ابناء الأجنبيات سواء كن متزوجات من أبناء بلدهن أو بسعوديين.
وبالنسبة لمجال العمل والذي تتهم فيه الاجنبيات بمزاحمة بنات البلد , عليه فلا يخفى على الجميع أن المملكة اتجهت الى نظام السعودة في العمل وتوفير فرص العمل للشباب السعودي من الجنسين.. وتستطيعين ان تتأكدي من أن الاجنبية قل تزاحمها في مجال العمل لبنت البلد السعودية في مجال التدريس والتمريض وأنصحك بالقيام بزيارة لمستشفيات الدمام الكبرى لتتأكدي.
وبالنسبة لعدم منح الجنسية للزوجة الأجنبية والابناء المترتبين على زواجها بالسعودي فهل هذا سيضمن أمان المجتمع السعودي ؟!
أشك في ذلك , فبأي حق يأخذ الابن جنسية أمه وهو من صلب أبيه! ولنفترض اعتباطا أنه لم يتم منح الزوجة وأبنائها الجنسية , ما الذي يضمن أمان المجتمع السعودي؟ وما الفرق الذي حصل بين منح الجنسية او عدمها حتى تتعمد الأخت ضمان المجتمع السعودي؟!
وفي الختام اود ان اقول انني استخلصت من كلام الاخت لينا واقتراحاتها بأنها تريد تغيير الكثير من الامور المتعارف عليها والتي شرع معظمها ربانيا, وتحدث عنها الدين الاسلامي, وتريد ان يخلو المجتمع السعودي من الزوجات الاجنبيات كي تقل العنوسة وتتوافر فرص العمل للسعوديات (حسب اعتقادها).
وقبل أن أختتم تعليقي هذا لدي بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعد الأخت لينا على تحقيق ما تريده منها:
1ـ تخفيض المهور التعجيزية التي تجعل الشباب السعودي ينفر من بنت بلده.
2ـ التقليل من الطلبات التي تقصم ظهر الشاب المتقدم للزواج والذي عادة ما يكون في بداية حياته ومقتبل عمره.
3ـ التقليل او الحد من سفر الشباب السعودي العزب والذي يثمر في الأغلب عن العودة بزوجة أجنبية.
هذه بعض الاقتراحات التي اعتقد أنها قد تحد من زواج الشباب السعودي بأجنبيات ويمكن ان تضمن أمان المجتمع السعودي بحسب اعتقاد الأخت لينا.
محمد حماد
