يـأتي الشهر الكريم في وقت تكالبت فيه الشرور على امة الاسلام فاحدقت بها الاخطار من كل جانب وتفجرت بين ظهرانيها براكين الخلافات فاذا برفاق السلاح بالامس هم اعداء اليوم وكأن الجهاد ضد العدو لم يجمعهم في خندق واحد وما أحراهم اليوم ان يكون جهادهم اشد ضد النفس الامارة بالسوء.
في بقاع كثيرة يلاقي المسلمون في العالم صنوف الظلم والعدوان على ايدي اعداء الاسلام المعروفين وفي بقاع اخرى غير قليلة يلاقي المسلمون في العالم الظلم والعدوان من حكام مستبدين لا يهمهم فناء شعوبهم مقابل بقائهم في السلطة والاعتداء على الجار والتضحية بحقوق الجوار وحقوق الاخوة الاسلامية وفي بقاع اخرى رفعت الفتنة رأسها واستيقظت من نومها لتفسد العلاقة بين الاخوان بين ابناء البلد الواحد الذي ضرب اروع الامثلة في البطولات ضد المحتل.
لكن رغم سحابات القلق التي تخيم على واقع المسلمين فان بوارق الامل لا تزال تلوح في افق الامة الاسلامية هذه الامة التي ما ان تلوح بوادر الضعف بين صفوف ابنائها حتى تهب قوية راسخة الايمان لتتجاوز معوقات نهضتها وازدهارها بعد ان يقيض الله لها رجالا ينذرون انفسهم لرفعة الامة وخدمة الدين ومحاربة الاعداء ورمضان الكريم هو اكثر المناسبات الروحية التي تحقق صفاء النفس وسمو الخلق وشفافية المشاعر لدى المسلمين الذين يقبلون على الطاعات وينهمكون في العبادات وينصرفون عن الاحقاد وسوء النوايا الى المحبة في الله والابتعاد عن الضغائن فما احراهم نبذ اسباب الفتن والتضامن لمحاربة الاعداء وازالة معوقات التنمية وارساء قواعد الامن والرخاء فالعالم الاسلامي على امتداد رقعته الجغرافية يشكل قوة اقتصادية وسياسية هائلة تساندها قوة اكبر من القيم والمبادئ الاسلامية الكفيلة بتحقيق امن ورخاء هذا العالم الذي لا يزال معظم دوله تعاني التخلف والازمات الاقتصادية والحروب الاهلية دون ان يقدم لها النظام الدولي الجديد شيئا وكأن هذا النظام انما وجد ليكرس تلك الظواهر السلبية القاسية في الدول الفقيرة بينما النظام الاسلامي هو الاجدر بقيادة العالم الى الامن والرخاء.
اهلا رمضان..
اهلا.. شهر الخير والمحبة والسلام..
