DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

الغلاء!

الغلاء!

الغلاء!
أخبار متعلقة
 
في كل مكان تراه.. هو كالغالبية من الناس الملقاة بلا اهتمام على مقاعد المقاهي بعد صلاة العشاء.. وكالقلة التي تراهم بعد منتصف الليل يفترشون خمسة مقاعد في المقهى.. ويشفط كل منهم (لي) شيشته ولا يتعب.. وهو ايضا لا يعجبه غناء فيروز ولا يتحمس للغناء الهابط هذه الايام ولا تعجبه افلام الامريكان ولا المسلسلات المكسيكية ولكنه يتابع الزير سالم.. وقناة الجزيرة ويصفق كثيرا لمصارع فحل افترس خصمه.. ولا تفوته اطلاقا حلقات (من سيربح المليون).. ولكنه يقسم رغم قوله دائما: لن يربح المليون احد! وصاحبنا هذا لا يتحدث في السياسة وينسكب من نافوخه غضب عندما يشاهد ارييل شارون او بعض المتبجحين في القنوات الفضائية لتحرير فلسطين بالكلام او دعاة السلام على دماء اطفال الانتفاضة وهو يكره ويلعن اليهود الذين يغتصبون ارض العرب ويتمنى لو تصبح رؤوس هؤلاء الصهاينة حطبا (للبطة) التي يعب منها والاخرون بمزاج كؤوس الشاي الى مطلع الفجر هذا الانسان البسيط والعادي الذي يأكل ويشرب وينام ويصحو ويلعب (الضوضاء)ويستغفر الله كثيرا ويخرس اكبر ابنائه امامه ولا يجرؤ ان ينبس بكلمة والذي اعتاد ان تغسل له ام العيال قدميه كايام زمان عندما يعود من الحراج او البنقلة او من الميناء او اي مكان يعمل فيه صاحب الانذار المعروف ياساتر والذي ترتعد له فرائص الصغار والكبار في منزله وكحكحته الرهيبة التي يصمت لسماعها كل من في الدار كحجارة الدار هذا (البني ادم) الفاجعة الذي يرى من عظائم الامور واشنعها ان يشكو حاله لاهل بيته ولا يشرك صغيرا او كبيرا في همومه ومشاكل رزقه ويفضل ان يفرغ كل ما في رأسه وقلبه في حدقات الليل وسكونه ويزفر في الليل العتيق مأساة سنين الشقاء والتعب والالم والسهر والضنى هذا المغتاظ من كل ما له في دنياه وما عليه وما حوله يفترس المخاليق بعينيه ويتقطع دنيا انه يحتج على الدنيا ـ حظه فيها ـ امله فيها بقاؤه ايضا فيها لم تعد الدنيا تروق له لقد تغيرت حتى طعم السحيرة لم يعد طعمها طيبا.. لقد فقد شهيته هذا الطيب ابن الطيب الذي تراه في ليالي المزمار والصهبة بعصاه يحثو التراب في وجه النار لا يستطيع ان يطفئ لهيبا في اعماقه من غلاء الاسعار وجشع بعض التجار ويصرخ بأعلى صوته في المقهى (اكلونا عساهم البلا) ثم يزفر ويغمض عينيه ويسحب في نفس طويل (لي) شيشته ويتمتم: لا حول ولا قوة الا بالله..