ما أجمل أن تتحرر بعض الأفكار من قيودها لتنطلق الى فضاءات خصبة بحثا عن مستقبل لها يمكن أن يتعاطف معها أوحتى يطرحها على بساط النقاش مادامت افكارا لا مجال لترجمتها فعلا.. وفي وقت مضى وقبل انطلاقة مهرجان الشرقية السياحي التقيت ببعض من زملاء المهنة الاعلامية ودار الحوار فيما بيننا حول الكيفية التي يمكن من خلالها استثمار الجهود البناءة للقائمين على العمل السياحي بالشرقية في ظل الامكانات المحدودة وإحجام بعض رجال الأعمال وكون هذا المهرجان يمثل منطقة تعتبر من أكثر المناطق جذبا على مستوى المملكة سياحيا وترفيهيا.. ومن ضمن ما طرحه أحد الزملاء فكرة ليست بالجديدة ولكنها تستحق الوقوف عندها اذا ما تمت اعادة صياغتها وقالب جديد يتوافق مع المد الاعلامي المبرمج فضائيا. هذه الفكرة ببساطة تتمثل في اعادة البث لتلفزيونات مناطق جدة، الدمام والرياض وأبها خلال الاجازات الصيفية والتي تنطلق فيها المهرجانات السياحية بحيث تستطيع كل منطقة أن تقدم نتاجها وفعالياتها وأنشطتها السياحية عبر مساحات زمنية كافية وتغطي كافة المناشط اضافة الى انتاج البرامج الخاصة بها خلال هذه الاجازة والتي تمتد لثلاثة شهورعلى أن يتوحد البث عند نشرات الأخبار الرئيسية والمناسبات ذات الصبغة الرسمية والتي تحتم مثل هذا الاتحاد في البث. فكما يقول صاحبنا هناك استوديوهات تلفزيونية ضخمة معطلة وموظفون يعملون ولكن من خلال حضورهم وانصرافهم الرسمي فقط نظرا لأن الانتاج البرامجي المحدود المخصص لهم عبر القناة الأولى والثانية (أحيانا) يجعلهم يغضون الطرف عن المشاركة الفاعلة في البرامج التلفزيونية والتي يقف تليفزيوننا العزيز عاجزا عن استقبالها واذا ما تم بثها فهي تبث بصورة مبتورة وفي فترات زمنية غير كافية كتقديم الصورة المثلى لهذه المناشط السياحية والترفيهية.. ومن هنا فإن هذه الفكرة والتي تمثل استثمارا فاعلا للتوجه السياحي للمملكة في حاجة لتفعيلها ودراستها.
وجهة نظر لصاحبنا
المملكة العربية السعودية دولة بحجم قارة وهي تمثل بعدا اسلاميا واقتصاديا وسياسيا وهناك تصاعد ملحوظ في عدد سكانها، كما يؤكد ذلك البنك الدولي، يعتبر من اعلى المعدلات في العالم، ومع ذلك فهي مازالت تعتمد على قناتين تلفازيتين تقف عاجزتين عن مجاراة الأحداث والمناشط والفعاليات في مختلف مناطقها مما يستوجب التفكير جديا في انشاء مزيد من القنوات المتخصصة او اتاحة الفرصة امام قنوات المناطق لتكون عونا لقناتنا الأولى وهذا فيه من الايجابيات الشيء الكثير ولايجاد ـ أيضا ـ منافسة شريفة في الانتاج البرامجي الذي سيثري حصيلة المكتبة التليفزيونية والمشاهد معا.