قال محدثي بلغة من يعتقد ان السفر واجب لا مضر منه:
ـ واين ستقضي الصيف في هذا الموسم؟
ـ سأقضيه في الدمام طبعا.
وبدا عليه الاستغراب وهو يسأل:
ـ هل يعقل ان تقضي الصيف في هذا الجو الخانق من الرطوبة والحرارة؟
ـ ولم لا. الا ترى بقية خلق الله يملأون الشوارع والاسواق؟
ـ ولكنك تعودت السفر صيفا.
ـ هذا غير صحيح.. فالسفر ليس عادة لانه مرهون بظروف قد لا تكون ملائمة في كل الاحيان، ثم ان السفر لمجرد السفر هو عبث ومضيعة للوقت والمال، ولا اتصور ان كل الناس يسافرون في الصيف، وإلا لتعطلت الاعمال، واصاب الحياة الشلل الكامل.
ـ انا بصراحة لا اقوى على احتمال رطوبة وحرارة الجو هنا، لذا فانى سأسافر، وكنت اظن اني سأحظى برفقتك لذا سألتك عن وجهتك المحتملة.
وسألته جادا:
ـ وكيف ستسافر، وانت غارق في الديون، وراتبك لا يغطي مصاريفك الخاصة؟
ـ البركة في البنوك، واغراءاتها وتسابقها في تقديم القروض.
ـ الم تسمع بالمثل القائل "الدين هم بالليل وذل بالنهار"؟
ـ اعرف ذلك ولكن لابد مما ليس منه بد.
ـ هذا هو الخطأ بعينه، والجهل الذي ما بعده جهل، لانك بذلك ترمي بنفسك الى التهلكة.. هل تعتقد ان اي بنك سيفرط في تحصيل حقوقه بما فيها من فوائد ربوية تعني المعصية.
ـ يا سيدي "خليها على الله" هل تعتقد ان جميع الذين يسافرون في الصيف، ميسورو الحال. ان معظمهم يسافرون بالدين.
قلت:
ـ لا حول ولا قوة الا بالله. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
وقبل ان ينصرف محدثي رأيت على شفتيه ابتسامة ساخرة.
