هل احسست مرة انك تذوب على مهل، ذوبان شمعة.. امام اغنية او وجه او لوحة او قصيدة او رأي من الآراء؟
بم تفسر هذا الاحساس حين يسيطر عليك؟
هل تفسره بمجرد انك عاطفي، او انك تتذوق مواطن الجمال، او ان ما تراه، او تسمعه فجر فيك شيئا او نبعا لا تعرف له وصفا؟
الذوبان هذا هو ما سماه ارسطو "التطهير" منذ صباح الفلسفة، وهو ما قال عنه احد الكتاب المعاصرين: الموقف الذي يجعلك من بعده غير ما كنت من قبله.
اعتقد ان كل هذا جزء من الحقيقة لا كلها، فهناك في داخل الانسان غابة هائلة، هذه الغابة لا يحركها الا شيء فيه صفة البركان.
هل اللوحة او القصيدة او الوجه او الرأي بركان؟
نعم.. انها كلها براكين، ولكن هذه البراكين لا تنفجر الا في ارض خصبة. ارض تدرك مدى خصوبة البذور التي احتضنتها.. انها ارض الانسان المرهف.
هل الذوبان قوة أم ضعف؟
في حالتنا هذه هو قوة. انه عناق الوجدان لما يود عناقه وذوبه فيه على طريقة الشموع.
هل تود ان تكون شمعة؟
لا اعتقد.
اما انا فأود ان اكون دائما.
