كلنا يدرك بان الصحة اهم اسباب السعادة في الحياة فمهما توافرت للانسان من المتع المادية في حالة فقدان الصحة فانها لا تعوضه عنها أي سعادة بلاصحة؟ وكيف لنا الاستمتاع بالحياة بدونها مهما توافرت لنا من اسباب ومظاهر مادية للسعادة، فكم من ثري يعد من ارباب الاموال لم تسعده امواله نظرا لفقدانه الصحة وكم من شخص يتمتع بالمنصب الرفيع والنفوذ الكبير والجاه والشهرة الواسعة ويعيش التعاسة وكم من انسان يملك القصور المنيفة والسيارات الفارهة والارصدة العالية والعقارات الكبيرة والخدم والحشم وغيرها من مظاهر السعادة المادية ومع ذلك يحس بالشقاء في حياته لعدم تمتعه بالصحة ويغبط الفقيرعلى ذلك ويتمنى لو كان مثله في سبيل ان يعيش حياة صحية جيدة تعينه على التمتع بجمالها وزينتها وان توفرت له ادنى مظاهرها والامثلة كثيرة لو اردنا التدليل على ذلك ولكن ما نحن بصدد انتقاده هنا هو تصرف بعض الاشخاص الحمقى الذين يدفعون صحتهم وارواحهم ثمنا للمال بالاقدام على مغامرات خطيرة وغير مضمونة العواقب من اجل كسب حفنة زهيدة من المال معرضين فيها صحتهم بل وارواحهم للهلاك والفناء كالذي يمضغ او يبتلع مواد خطرة او سامة او من يقود دراجة نارية على جدران حفرة دائرية او يستلقي على مسامير او يجر سيارة باسنانه او من يقوم بتناول كمية كبيرة من الاطعمة تفوق قدرته على الهضم بما يعرض صحته للاعتلال وحياته للموت.. الخ من المغامرات الخطيرة كل ذلك كما قلنا من اجل مكسب يتحصل عليه قد يدفع اضعافه لو خسر صحته ويتمنى لو دفع كل ما يملك لاستعادتها في وقت لايفيد فيه التمني ولا ينفع فيه الاسف والندم مصداقا لقول المثل الشعبي (اذا فات الفوت ما ينفع الصوت).