في تحد سافر لكل الأعراف الدولية أقدمت القوات الإسرائيلية على تدمير مبني المقاطعة في مدينة الخليل بعد حصارها عدة ايام زاعمة أن بداخله ما بين عشرة الى خمسة عشر فلسطينيا من المطلوبين لديها ، وبرغم تدخل غير رسمي من قبل عدد من وجهاء مدينة الخليل يهدف الي اقناع المقاتلين الفلسطينيين بتسليم أنفسهم حيث قام طلال سدر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني بدخول مبنى المقاطعة المحاصر في الخليل، بغرض إقناع المتحصنين داخل البناية بتسليم أنفسهم للجيش الإسرائيلي حرصا على حياتهم وحفاظا على مقر المقاطعة. ولدى خروجه قال إنه لم يعثر على أي شخص داخل البناية المحاصرة ، ورغم ذلك قررت إسرائيل تدمير مبني المقاطعة التاريخي والذي شيدته الحكومة البريطانية إبان استعمارها لفلسطينيين ليصبح أثرا فيما بعد.
مروان سلطان رئيس الإعلام والعلاقات العامة بمدينة الخليل وفي اتصال هاتفي أجرته
معه اليوم قال أن وحدة من قوات الهندسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي شاركت في عملية تفجير مقر المقاطعة وتدمير المبني بالكامل.
وبعد أن أضحى مقر المقاطعة في الخليل أثرا جاء اللغز الذي حير الاسرائليين قثد أختفى المطلوبون الفلسطينيون داخل مبني المقاطعة الذي ما زالت القوات الاسرائلية تحاصره، حيث تزعم مصادر عسكرية اسرائيلية أنه بموجب المعلومات الاستخباراتية التي كانت بحوزة الجيش الإسرائيلي قبل تفجير مبنى (المقاطعة) في الخليل فإن المطلوبين الـ 15 كانوا في المبنى قبل أن تفجره القوات الإسرائيلية مشيرة الي انه لا يوجد أي علامات تشير الى تمكن الفلسطينيين المتحصنين من الهرب.
في الوقت الذي نفى مسؤولون فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية الرواية الإسرائيلية بوجود خمسة عشر شهيدًا بمقر المقاطعة الذي تم تدميره.وان اسرائيل قامت بتدمير مقر المقاطعة والذي تتواجد بداخلة كافة اجهزة السلطة الفلسطينية.
مصادر اعلامية اسرائيلية قالت أن المحاصرين الفلسطينيين تمكنوا من الانسحاب إلى القرى المجاورة لمقر المقاطعة عبر أنفاق أرضية.
وقال عبد الفتاح الجعيدي، قائد عام منطقة الخليل في تصريح له ، أنه لا يوجد أي شهيد فلسطيني داخل المقاطعة، مضيفًا أنه كان على اتصال دائم مع سكان المنطقة الذين أكدوا له عدم وجود اشتباكات داخل المقاطعة، في إشارة إلى أنه لا يوجد أحد في داخلها.
وأضاف أن هدف قوات الاحتلال من عمليتها الأخيرة هو تدمير المقر الوحيد للسلطة الذي بقي دون تدمير في مدن الضفة الغربية؛ لتشتيت أجهزة الأمن الفلسطينية.
وأشار الجعيدي إلى احتمال تمكن من كانوا محاصرين من الهرب مع بداية اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: عادة كلما كان هناك متحصنون يقوم الطرف الإسرائيلي بالاتصال بالجانب الفلسطيني للوصول إلى آلية لحل المشكلة قبل أي قصف، أو توجيه إنذار على الأقل، أما في الخليل فقد بدأت قوات الاحتلال قصف المقاطعة بمجرد اجتياح مدينة الخليل، مما يدل على وجود نية مبيتة لتدمير المبنى.
مصادر فلسطينية في الخليل تؤكد أن الجهات الأمنية الفلسطينية لم تتلق أي بلاغات عن أي مفقودين.
فيما أشارت صحيفة إسرائيلية نقلا عن العقيد جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي في الضفة الغربية المتحصنون في مبنى المقاطعة نجحوا في مغادرتها قبل قيام الجيش الإسرائيلي بتفجيرها، وأضاف أن الهدف من تفجيرها لم يكن قتل من فيها، إنما بسبب كونها تمثل السلطة الفلسطينية.
وتؤكد عناصر للمقاومة الفلسطنية رفضوا الكشف عن اسمائهم أنه اذا صح فعلا وتمكن المحاصرون من الانسحاب من مقر المقاطعة فهذا انتصار جديد تضيفه المقاومة الفلسطينية وهو بمثابة اخفاق للجيش الإسرائيلي؛ إذ نجح المتحصنون في الهرب رغما عن أنوف القوات الإسرائيلية التي زعمت أنه نتج عن تفجير مقر المقاطعة قتل 15 فلسطينيًّا وهذا ما أكدته إذاعة الجيش نقلاً عن مسؤولين عسكريين ويبقى السؤل هل فعلا كان هناك عدد من الفلسطينيين متحصنين داخل مقر المقاطعة ، أم أن إسرائيل تحاول ان تبرر جريمتها البشعة بقتل محاربين شرعيين دون السماح لأي من إلهيئات الدولية بالتفاوض لإخراجهم.