DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أخطار.. لم تعد مبهمة

أخطار.. لم تعد مبهمة

أخطار.. لم تعد مبهمة
أخبار متعلقة
 
ليس هناك بلد واحد في العالم غير معرض للاخطار الولايات المتحدة اقوى قوة في العالم تحشد اليوم مليارات الدولارات ومئات الآلاف من البشر لمواجهة الاخطار الخارجية والداخلية كذلك تفعل بقية البلدان المتقدمة كل حسب امكانياته وحسب درجة خطورة احتمالات الضرر الذي سيلحق بها من خلال منظومة الصدامات والاضطرابات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي قد تنشأ هنا او هناك حيث تؤثر التوترات المتزايدة في كل بقعة من بقاع الكرة الارضية في البلدان النامية حيث الاحتياطات اقل وفي منطقة الشرق الاوسط تحديدا تزداد لدى الناس من كافة الشرائح الاجتماعية مشاعر الخوف يوما بعد يوم من سياسة تسويق الخوف التي تمارسها القوى النافذة على المسرح الدولي وسط جو اعلامي ودبلوماسي وعسكري استعراضي مشحون بالحقائق والاكاذيب. طبول الحرب تقرع في كل مكان في منطقتنا والتيار اليميني المتطرف في اسرائيل يزداد تطرفا ويمعن في عمليات القتل والتنكيل تحت انظار القوى الحامية له والمنافقة والذليلة والعاجزة الحرب الامريكية (المقررة) على العراق لن تقتصر على الاطاحة بالنظام الديكتاتوري في العراق بل ستمس مستقبل بلدان اخرى يجري تداول اسماء عواصمها بشكل استفزازي ومبتذل في الاعلام الغربي ومن خلال دوائر نافذة في صناعة القرار في الادارة الامريكية الشيء المؤكد أن ثمة أمور تدبر بليل لهذه المنطقة واهلها واذا كان الامر كذلك فان من الطبيعي ان يستشعر الناس في بلادنا بوادر الخطر القادم ويباشرون في الاعداد التعبوي لاشكال التعامل معه. لقد كان الناس في الماضي والى ماقبل احداث (11) سبتمبر لا يأخذون على محمل الجد تلك الاشارات او التصريحات الواردة هنا او هناك حول عدم سلامة الاوضاع الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية والتي كانت الادارة السياسية ترد عليها في وقتها باساليب تقليدية لاتحتاج فيها لحشد مشاعر الناس اليوم يختلف الوضع ويقر الجميع بان بلادنا مثلها مثل اي بلد في العالم وبخاصة في ظروف احتمالات حدوث اضطرابات كبرى لن تكون بمنأى عن انعكاسات ربما تكون مباشرة لقلاقل ليس لهاحدود لافي الزمان ولا في المكان, اللوبي الصهيوني عمل وسيعمل ضد بلادنا استنادا الى ايديولوجيته المعادية لكل ماهو غير يهودي ولارتباطه الاقتصادي الوثيق بدوائر المال والصناعات العسكرية في الغرب وفي امريكا بالذات دوائر المال الكونية لا تخفي رغبتها في السيطرة على سياسة الطاقة ومصادرها لضمان عدم حدوث فوضى في الاسواق والدوائر العسكرية التي حققت ميزانيتها رقما معلنا سلفا بلغ 370 مليار دولار في ظل سياسة تسويق الخوف تطمح لمضاعفة هذه الميزانية عند قيام الحرب الحقيقية وسط هذه الاحتمالات لعواصف التغيير في المنطقة, تحتل بلادنا موقعا حيويا بل واستراتيجيا في اذهان المخططين الاستراتيجيين لمستقبل المنطقة هؤلاء الاستراتيجيون الذين ربما يتحدثون بشكل مبهم احيانا عن نواياهم لا يكترثون من تسريب تقرير صفق تقرير رندت. ان السمة العنصرية لتقرير لوران مورافيتش المقدم للبنتاجون وكذلك ما يحويه من التبسيط في الدعوة للكراهية للعرب لم يقدم الى مجلس بلدية امريكية نائية يحكمها عمدة صهيوني بل قدم لأعلى سلطة عسكرية في العالم (البنتاجون) اما اذا القينا ترهات مورافيتش جانبا واستعرضنا ما كتبه ويكتبه دهاقنة الاعلام الامريكي فلن نجد سوى تأكيدات متزنة لنوايا مورافيتش الساخطة لقد خرج السيد توماس فريدمان من اجتماع مع اسرة تحرير احدى الصحف المحلية احتجاجا على طرح أسباب التطرف كمدخل للحديث حول التطرف معللا انسحابه بانه لا يقر الخلط في المواقف المبدئية لا نريد الاسترسال في استعراض تداعيات ما يمكن تسميته بعقدة سندرووم سبتمبر على تفكير صناع القرار في الولايات المتحدة حول مستقبل علاقة امريكا ببلادنا لكنهم محقون.. هؤلاء الناس من كل فئات المجتمع الذين يتوجسون خيفة من تغليب المصالح من طرف واحد وانتهاج سياسة ذات بعد واحد لا ترى الا ان الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة والقادرة في العالم على ضبط احتمالات الفوضى التي يمكن ان تحدث في العالم هنا او هناك كما يكرر ذلك العديد من الساسة الامريكان. اذا كانت امكانية التأثير على الامريكان عبر وسائل الاتصال متدنية في الظروف الحالية فان التأثير المتبادل بين ابناء بلدنا وادارته السياسية ومؤسساته الناشئة تبدو اليوم اكثر الحاحا من اي وقت مضى خاصة وان بلادنا تعيش مرحلة يعترف الجميع بتوفر امكانيات متقدمة للحوار تتيح لكافة الآراء المساهمة في كشف مواطن الضعف والقوة في مشروع تعاملنا معا هنا وتعاملنا مع الآخر هناك ان تحسن صورتنا لدى الآخرين تبدأ بخطوة عملية تؤكد انخراطنا نحن في التغيير ممارسة هذا التغيير تبدأ باصلاحات قد لا تكون كبيرة لكنها تقضي بالضرورة لاصلاحات. عن هذا الطريق فقط سيشعر الناس بالثقة حتى امام تلك الاخطار التي لم تعد مبهمة.