يتمثل في جميع الاساليب التي تعتمد على اثارة الالم النفسي وقد يكون ذلك عن طريق اشعار الطفل بالذنب كلما اتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة محرمة. كما يكون ذلك ايضا عن طريق تحفيز الطفل والتقليل من شأنه ايا كان المستوى الذي يصل اليه في سلوكه او ادائه فبعض الاباء والامهات يبحثون عن اخطاء الطفل ويبدون ملاحظات نقدية هدامة لسلوكه, مما يفقد الطفل ثقته بذاته, ويجعله مترددا في أي عمل يقدم عليه خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم, مع علم الكبار بأن فترة الطفولة هي فترة التعلم وبالتالي هي فترة المحاولة والاخطاء التي لا يجب ان ينتقد فيها الطفل, اللهم الا اذا تكررت الاخطاء وحتى في هذه الحالة يجب ان يحدث التوجيه برفق وحنان وليس في صورة تأنيب نفسي عنيف يفقد الطفل ثقته في نفسه وفي قدراته, ويشعره بالخجل.
وغالبا ما يترتب على هذا الاتجاه شخصية انسحابية منطوية غير واثقة من نفسها توجه عدوانها نحو ذاتها. وكذلك في المدرسة اذا سألت المعلمة سؤالا فانها تخاف من الاجابة رغم معرفتها بالاجابة الصحيحة وذلك خوفا من الخطأ وبالتاي السخرية والتأنيب فقد تعودت عدم الامان مع الكبار وعدم الثقة في قدرتها وهي غالبا ما تتوقع ان الانظار تطاردها لان بها شيئا غير عادي في ملبسها او مظهرها او سلوكها.. وذلك لانها تعودت الشك في البيئة المحيطة بها.. وعندما تكبر قلما نجدها تفخر بما تنجزه من اعمال بل غالبا ما تتباهى بالاخرين من اقربائها الذين تتمنى ان يكون لها قدراتهم, وذلك لان اسلوب تنشئتها حرمها من استغلال وتوظيف هذه الامكانات الخاصة بها.
بدحاء صنهات السهلي ـ اخصائية نفسية
مركز شموع الأمل للتربية الفكرية
