بلوغ شهر رمضان المبارك نعمة كبرى يمن بها المولى جل وعلا على عباده فالمحسن يزداد احسانا واقبالا على الله واما المسيء ومن منا لمن يسئ فيغتنم فرصة هذا الشهر فيتوب الى الله وهو القائل سبحانه (قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) فهل ندرك هذا الفضل الالهي في كل حين وندركه اكثر في هذا الشهر العظيم الذي تفتح فيه ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب النيران.
ان بلوغ الشهر نعمة لمن عرف ويعرف قدر هذا الشهر وفضله لمن صفت نيته وطابت سريرته وحفظ جوارحه وصام نهاره وقام من ليله وحافظ على صلاة التراويح وتلا كتاب ربه فهؤلاء هم الرابحون ورمضان لهؤلاء، أما الخاسرون المحرومون هم الذين يمر عليهم رمضان دون ان يستفيدوا منه ينامون نهاره ويضيعون ليله فياحسرة على هؤلاء (ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون) *يس3* ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رغم انف امرئ ادرك رمضان فلم يغفر له).
فاذا لم يغفر الله لنا في رمضان فمتى يكون الغفران؟
واذا لم نتنبه في رمضان فمتى يكون الانتباه؟
(الم يأن لذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق... الآية).
فالى متى هذا التصابي؟ والى متى هذا التعامي؟ والى متى هذه الغفلة الغارقة؟ والى متى هذا الضياع؟
وما ضاع من ايامنا هل يقوم فهيهات والازمان كيف تقوم
ويوم بارواح يباع ويشتري وايام وقت لا تسام بدرهم
سامي المبارك