سعادة رئيس التحرير
زادت حوادث الطرق خلال العقدين الماضيين زيادة كبيرة في جميع انحاء العالم على الرغم من التقدم الهائل في استخدام أجهزة الوقاية والسلامة، وتكلف حوادث السيارات خسائر مادية ضخمة تتراوح بين 3.1 بالمائة من ايرادات الدول وقد قدر بعض الباحثين خسائر حوادث الطرق في بعض دول مجلس التعاون عام 1997م بمليار دولار في دولة الامارات العربية المتحدة، 2 مليار دولار في دولة الكويت، 6 مليارات في المملكة العربية السعودية، وهي خسائر باهظة يدفعها البشر جراء استخدام وسائل وتقنيات صنعها الانسان بنفسه من اجل حياة افضل. هذا بخلاف ازهاق الارواح التي لاتقدر بثمن.
ومن المؤسف ان كثيرا من حوادث المرور التي تقع داخل المدن يتسبب فيها الجهل والاستهتار وعدم الوعي بابسط مبادىء قوانين وانظمة المرور واللامبالاة التي تصيب البعض ولاتجد ردعا من قبل ادارات المرور، والامثلة على ذلك كثيرة حيث يعمد الكثيرون الى احتلال بعض النواصي بوضع السيارات في قمة الشوارع بشكل طولي لا جانبي مما يؤدي الى تضييق الشوارع بصورة واضحة تعوق حركة وانسيابية المرور فيها خاصة في الشوارع الضيقة التي لاتسمح بمرور سيارة او سيارتين متجاورتين في الاتجاهين على الاكثر، وكثيرا ما تعوق هذه السيارات الواقفة بشكل غير نظامي رؤية السائق عن متابعة حركة المرور في الشوارع المتقاطعة معها فتقع حالات الاصطدام في العديد من التقاطعات بسبب ذلك.
وتقع على ادارة المرور مسؤولية عدم التنبيه بوضع لوحات ارشادية بمنع الوقوف تماما بهذه التقاطعات التي تمثل اوكارا ومصايد للحوادث المرورية التي تحدث يوميا في العديد من التقاطعات بمدينة الدمام، والتي يعاقب فيها احد السائقين او كلاهما بمخالفة عدم الانتباه، والواجب يقتضي معاقبة الثالث الواقف بشكل غير نظامي برفع سيارته من مكان الحادث ودفع المخالفة وتكاليف الاصلاح اذا استدعى الامر ذلك.
بل الاكثر من ذلك لوحظ عدم التزام الكثيرين بعدم الوقوف في الاماكن التي يمنع الوقوف فيها وعليها علامات دالة على ذلك ويعد هذا استهتارا من سائقي هذه السيارات بقواعد وقوانين السير، يستلزم معه رفع السيارة في الحال بالونش، وايداعها ادارة المرور لتفادي حدوث حوادث مرورية من ناحية ولضمان انسيابية حركة المرور من ناحية اخرى، وضمان عدم تكرار الوقوع في مثل هذه المخالفات من ناحية ثالثة، كما يعمد الكثيرون خاصة في اوقات صلاة الجمعة الوقوف صفا ثانيا وثالثا بالتجاور بحجة الصلاة، واحتلال ارصفة سير المشاة فيضطرون الى السير في نهر الطريق بما يعرضهم للحوادث. كما تشاهد في كل شارع من شوارع المدينة سيارات ملقاة مر على وقوفها اكثر من شهر، وهي اما تالفة او سافر اصحابها وتركوها بشكل مهمل، وينبغي رفعها لانها تشوه شوارع المدينة من ناحية، وتستوعب مساحة يمكن الاستفادة منها لسيارات اخرى من ناحية ثانية.
ويقدم البعض على تركيب بعض الانواع من الشكمانات من النوع الغليظ الذي يحدث صوتا شديدا، لضمان افساح الطريق لهم وقد يتسبب هذا في ارباك بعض السائقين وانحراف المركبة الشديد في خط آخر فتقع الحوادث المرورية وينبغي تشديد العقوبة على امثال هؤلاء المستهترين الذين يتسببون في ازهاق الارواح او تعطيل المرور. ينبغي ان يعلم الكثيرون ان قواعد المرور لم توضع من اجل تقييد حرية السائقين بل وضعت من اجل سلامتهم وسلامة المشاة، ولذا يجب احترام هذه القواعد التي لاتهدف الا للصالح العام.
د. محمد نور السبعاوي
كلية المعلمين بالدمام
