سعادة رئيس التحرير
عبر هذه الصفحة العزيزة أرجو نشر هذه المشاركة تعميما للنفع والمصلحة التي تتوخاها (اليوم):
لا تخلو أي مدينة او قرية وحتى الهجر في الشوارع والطرقات من تلويث جدرانها بالكتابات التي تنافي الآداب والأخلاق والتي تعبر عن فساد من قام بكتابتها: أبيات غزلية وعشق وتتوالى الكتابات بين فريق وفريق. فيأتي فريق بشطب هذه الكتابات. ثم يأتي الفريق الآخر من الشباب ويلوث الجدران بكتاباته الفريق الفلاني عز الفريق الفلاني البطل. يعيش فريق كذا ويأتي الفريق المقابل ويشطب على كلمة (عز) ويكتب (طز) ويشطب على كلمة البطل ويكتب البصل ويشطب على كلمة يعيش ويكتب يسقط.. فأصبحت الجدران سبورات لهؤلاء الشباب الكل يعبر عن شعوره وما يكنه قلبه فالى متى ونحن نشاهد هذه الكتابات على الجدران؟ متى يأتي اليوم الذي نرى فيه الجدران على وضعها الطبيعي فلا كتابات ولا رسومات ولا دعايات.
ومما يؤسف له ان هذه العدوى ( عدوى الكتابة على الجدران) انتقلت الى أبواب وجدران دورات المياه بالمساجد. فيا سبحان الله أياد خبيثة تزاول هذه العادة القبيحة ولا تزال مستمرة في طريقها تحارب الآداب والأخلاق والفضيلة وحتى اللوحات الارشادية لمداخل المدن والقرى لم تسلم من هذه العدوى فقد أصابها ما أصاب الجدران يشطب على اسم المدينة او القرية والضحية المسافر القادم لهذه المدينة او القرية.
كذلك تشوه هذه اللوحات والتي كلفت الكثير من الأموال بالكتابة عليها في أماكن الفضاء من اللوحة ما بين اسم المدينة وعدد الكيلوات بعبارات شبابية كل شباب يؤيد ويشجع اسم مدينته مثال شباب حائل، شباب وادي الدواسر، شباب القيصومة، شباب القصيم، شباب..إلخ. فما الفائدة من هذه الكتابات على هذه اللوحات ياشباب المستقبل؟
ياشباب المستقبل لنتكاتف جميعا وليسأل كل واحد منا نفسه ما الفائدة من هذه الكتابات؟ لماذا نشوه جدران بيوتنا؟ لماذا نعبث بالأخلاق والفضيلة؟ لماذا لا نصحح اخطاءنا بأيدينا؟ لماذا لا نسعى الى القضاء على هذه الكتابات والتشطيبات بحيث نبدأ أولا باصلاح ما كتبته أيدينا وذلك بدهان هذه الكتابات باللون اللائق بالجدران لا باللون اللائق بالعبارات المكتوبة. فاذا كان الجدار لونه أبيض طمسنا الكتابات باللون الأبيض لا يكون العكس نطمس الكتابات المكتوبة باللون الأسود باللون الأسود فينطبق علينا المثل القائل "أراد ان يُكحلها فأعماها".
سعد صالح الغريب