سعادة رئيس التحرير.. سلمه الله
طمعنا في سعة صفحة (عزيزي رئيس التحرير) يدفعنا الى ان نعتبرها مكانا للبوح والتعبير ولذا أرجو ان يتسع صدركم لهذا الموضوع عن الشيخ الراحل محمد بن فهد الغفيلي ـ رحمه الله ـ.
الحمد لله القائل في كتابه "كل نفس ذائقة الموت" والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
لقد ودعنا أبا وشيخا ومعلما وداعيا الى الله، ذلكم هو الشيخ/ محمد بن فهد الغفيلي إمام وخطيب جامع أنس بن مالك بالدمام يوم الأحد 5/4. بعد شروعه بالاتجاه لمسجده لصلاة الظهر، رحل عنا فلم يفقده أهله ومحبوه فقط بل فقدته منابر ومحاريب المساجد والذي كان أول من يدخلها وآخر من يخرج منها الى ان وافاه الأجل في ذلك الأحد عن عمر يناهز 85 عاما أمضاها في خدمة الدعوة الى الله فهو من رجال الحسبة الذين عملوا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر من أربعين عاما قضاها بالنصح والتوجيه وارشاد الناس للخير.
اكتظ جامع الأمير فيصل بن تركي بجموع كثيرة عند الصلاة عليه وخشع الجميع عندما تلا فضيلة الشيخ/ سلطان العويد (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون) (فصلت/30) لانطباقها على والدنا الراحل، نحسبه كذلك والله حسيبه.
مما خفف عنا مصيبتنا توافد الناس على منزله لتقديم العزاء منهم الشيخ، والمسؤول والصغير والكبير والفقير والغني والكل يثني عليه ويذكره بالخير ويدعو له بالمغفرة والناس شهداء خلق الله في أرضه كان شيخا كريما لطيفا بشوشا مقدرا للكبار ممازحا للأطفال كما كان لسانه رطبا بذكر الله. ومن لطف الله وتدبيره انه قام بزيارة ابنه واخته في الرياض قبل وفاته بيومين. كما زار أخاه في الظهران ليلة وفاته فكأن الله أراد له توديع أهله وأقاربه و"إنا لله وإنا اليه راجعون".
شهادتي فيك ياوالدي مجروحة لكنها شهادة جميع من عرفوك، رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته وأبدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك وصبرنا على فراقك.. و"لا حول ولا قوة إلا بالله".
ابنك
عبدالله بن محمد فهد الغفيلي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية