سعادة رئيس التحرير
نداء ورسالة عاجلة الى كل معلم ومرب وعالم وصاحب فكر وولي امر والى كل اصحاب الندوات والمحاضرات، رسالة ارسلها لكم يا معشر المسئولين، ارسلها بعد ان استقبلتها فدمعت عيناي وحزن لها قلبي، فاخذتني الرحمة والشفقة، ارسلها بعد ان دخلت الى قلبي فحركته، فارسل قلبي الى عقلي فهيج احساسي وشعوري وعطفي وحناني فكتب قلمي ما يمليه عليه ضميري وواجبي، فارسلتها اليكم انتم ايها الدعاة والمربون والى كل مسئول عن شباب امتنا ارسلها بعد ان اشعلها في قلبي احد، طلابنا ثم ذهب وتركني انظر اليه بعين الشفقة والرحمة وعين الحسرة والندامة في احد الايام وحينما كنت اسير في ساحة دار الملاحظة فاذا بالطلاب يصطفون طابورا من اجل الذهاب الى مهاجعهم وكان الوقت ظهرا وتوجهت الى باب الخروج، وحينما اقتربت من الباب، فاذا بطالب من بين مجموعة من الطلاب يناديني فالتفت اليه مباشرة. وقلت له نعم يا"..." ماذا تريد؟ فقال لي قولا احزنني وجعلني اشعر اني لم اقم بالواجب المطلوب مني؟ قال تلك الكلمة ودمعت لها عيني وهاجت بسببها اشجاني. فذهبت لا الوي على شيء ذهبت وانا اريد ان انادي العالم كله واقول ان هؤلاء الشباب لا يتحملون مسؤولية ماحدث لهم انما الخطأ من المجتمع، قال كلمة اثرت في نفسي اذ قال لي: يا استاذ سلم لي على الشارع، لانه لم يشاهده منذ زمن فاصابني الهم والغم حتى شعرت انهم لم يرتكبوا خطأ انما المجتمع هو الذي جعلهم يرتكبون مثل ذلك فاين انتم يا مصلحون اين المربون والدعاة أين المسؤولون واصحاب الندوات في الاكثار من الحديث عن تربية الابناء أين الآباء في متابعة ابنائهم وحثهم على كل خير وعلى تبصيرهم بامور دينهم وربطهم بالجنة والنار ومافيها من اهوال الكثير والكثير من يلوم طلاب دار الملاحظة فهؤلاء هم من ابنائنا والفرق بيننا وبينهم انهم داخل سور ونحن خارجه، وهم بحاجة ماسة الى ان نأخذ بأيديهم قبل ان يقع الفأس في الرأس ونرشدهم ونجعلهم يرتبطون بالدين ارتباطا وثيقا، انهم من لبنات المجتمع لقد قال ذلك الطالب تلك الكلمات (سلم لي على الشارع) فشعرت وكأنه يقول الذنب ليس ذنبي فالذنب عليكم فلو كان هناك ولي امر متابع وهناك مصلح وداعية ومرب لا يتكلمون فقط بل يكثرون من الحديث عن تربية الاولاده عن غرس القيم و الاخلاق الحميدة لما حصل ذلك منهم. الشيء الذي اريده ايها الاحباب لماذا لا يكون هناك توعية تربوية وحملات دعوية بشكل مكثف واصدار المطويات والنشرات. فالتربية هي الاساس لكل مجتمع وشباب المجتمع هم لبنة البناء فاما ان تكون صالحة او فاسدة فلماذا لا نضع ايدينا جميعا سويا لتثقيف الآباء والابناء وتربيتهم لان كل خطأ يرتكبه ذلك الشاب المراهق فانه في نظري القاصر يكون المجتمع هو الفاعل الاول لكل خطأ يفعله هذا الشاب. ارسل هذه الرسالة وذلك النداء الى كل من هو مسؤول عن ابنائنا وانا اول مسئول فلنتفق سويا ونعمل من اجل هؤلاء.
صالح محمد عبدالله الوهيبي
مدرسة دار الملاحظة بالدمام
