الانفتاح العقاري في دبي محير بعض الشيء، فبينما تنطلق المشاريع العقارية الكبرى بايجاد التصاميم الحديثة والبرامج المبتكرة للتسويق يظل القسم الأكبر من السوق العقاري محافظاً تقليدياً لم يختلف فيه الكثير منذ سنوات طويلة. يشتكي ملاك العقار التقليديون من عدم قدرتهم على منافسة هذه المشاريع العقارية العملاقة كإعمار والنخلة وجميرا بيتش ريزيدنس لأنه يبدو أن القانون قد صيغ لاستفادة هذه المشاريع دون العموم على بقية سوق العقار.
فبينما تستطيع هذه الشركات بناء عقارها على أرض دون تكلفة يبقى على بقية السوق احتساب قيمة أراضٍ قد دفعوا فيها مبالغ نقدية كبيرةفف وبينما تستطيع هذه المشاريع تمليك الأجانب لعقارها يبقى ملاك العقار التقليديون محصورين في بيعهم على المواطنين. كذلك تستطيع هذه المشاريع الكبيرة بيع الشقق بنظام التمليك بينما لا تعمم هذه الميزة على السوق التقليدي، وبينما تستفيد هذه المشاريع الضخمة من أسعار البناء المنخفضة بسبب حجمها يضطر صاحب العمارة المتواضعة الى دفع مبالغ كبيرة لتشييد عقاره.
لذلك نحن مقبلون على خلخلة كبيرة في نمط التملك والتمليك العقاري في دبي، ويكون أول المتضررين تاجر العقار التقليدي الذي دعم باستثماره منذ سنوات نهضة دبي وكان عنصراً رئيسياً في ازدهارها. إن مطور العقار التقليدي يستطيع الاستمرار في لعب دور مهم في مسيرة دبي المستقبلية، ولكن أولاً علينا شكره وتقدير الدور الذي لعبه وألا نبعده عن دائرة الضوء وأن نعطيه الفرصة لمنافسة المطورين العمالقة الجدد من خلال إعطائه نفس الميزات التي يتحلى بها هؤلاء.