سمعنا عن آكلي اللحوم البشرية في ادغال افريقيا.. وقد يظن الكثير ان هذا النوع من البشر الوحشي لا يوجد الا في أفريقيا.. وفي الحقيقة ان هذا الصنف من البشر يوجد في جميع القارات, بل ومسلمون يصلون ويصومون.. وأكلهم اللحوم البشرية يختلف تماما عن الطريقة الافريقية ان صح ما سمعناه انهم يأكلون هذه اللحوم في اي ساعة من ليل او نهار وحتى لو كانوا صائمين.. فما ان يجمعهم مجلس او مكان الا ويبدأون الاكل على طريقتهم وذلك (بالحش) في عباد الله.. انهم يغتابون الناس ويخوضون في اعراضهم.. فلان قصير وزيد بخيل ولايفهم.. وهكذا ومن كان منهم عنده بقايا من التقوى خصوصا انه صائم يقول منذ ان يبدأ الحش: فلان الله يغفر لنا وله فيه كذا وكذا فيجيبه من يصغي اليه قائلا: اللهم اني صائم فيا أيها الصائم المغتاب.
لقد حرم الله الغيبة في رمضان وغير رمضان ويعظم أمرها في رمضان, وقد صور الله المغتابين بأبشع الصور لينفرك من الغيبة فقال سبحانه:
(ولا يغتب بعضكم بعضا, أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه..).
وقال صلى الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
أخي الصائم.. لا يكفي صيام البطن والفرج فلابد من صيام الجوارح عن كل ما يغضب الله.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ .. وان امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم.. الحديث) رواه النسائي بسند جيد.
ترى متى تنتهي الغيبة من حياتنا سواء في رمضان او غير رمضان؟ متى؟!!
سامي المبارك