الشركات المساهمة لدينا لا اقول كلها وانما معظمها تمارس اساليب عجيبة بلا رقابة ولا حساب مع اعتذاري لوزارة التجارة التي تتحمل مسئولية مراقبة ومحاسبة الشركات بشكل هامشي ودون فعالية للدور المطلوب، اقول هذا بكل شفافية الطرح المخلص الذي يتمنى وجود شركات مساهمة فعالة يتساوى فيها المساهمون من حيث الرأي والنقد والحرص على تحقيق النجاح ولن استعرض هنا كل شيء عن هذه الشركات التي تتراوح بين النجاح المحدود والفشل الممدود عبر سنوات طويلة، ولكني سأتناول ناحية واحدة هي مجالس ادارات هذه الشركات.. فعند انتهاء مجلس الادارة تعلن الشركة عن نيتها في انتخاب مجلس ادارة جديد.. وانه يحق لحامل اسهم مائتين واكثر دخول انتخابات مجلس الادارة.. وهو اسلوب جبر خاطر لصغار المساهمين الذين لا يكاد يوجد لهم ذكر عند اختيار انفسهم مثل اجتماع الجمعية العمومية من خلال ما يملكون عن اصوات كبيرة.. ومثل ما قال لي احد هؤلاء.. ان من يملك الملايين في الشركة ليس كمثل من يملك الملاليم.. وبالتالي اصبح شرط الحق في دخول انتخابات مجلس الادارة لصغار المساهمين مجرد جبر خاطر يبدو مفرحا في البداية ثم يتبخر ويزول فلا ينجح احد من هؤلاء الصغار لان الشركة يتحكم فيها صاحب الاسهم الكبير.
انني اسأل.. لماذا لا تتاح الفرصة لصغار المساهمين ولو باعداد قليلة من مالكي الاسهم؟ واين العضو البديل في حالة انسحاب العضو الفائز!؟ واين الحق الذي تكفله انظمة الشركات المساهمة لجميع المساهمين في الترشيح وابداء الرأي..!؟ ان واقع الشركات الملموس هو ان فئة محددة هي النافذة وهي صاحبة التمتع بمزايا الشركة.. وهي المتحكمة في مصير الشركة وهذه الفئة هم المالكون للاسهم الكبيرة.. وهم الذين يؤثرون في الحفاظ على سعر السهم او انخفاضه.
ان اسلوب جبر الخاطر الذي تمارسه بعض الشركات مع صغار المساهمين لم يعد مجديا ولم يعد مفرحا للطامحين منهم في دخول مجالس ادارات هذه الشركات.. فهم وان وصل عددهم الى الآلاف.. الا انهم يمثلون نقطة في بحر مما يملكه مساهم كبير واحد وبالتالي اصبح مجلس الادارة مقتصرا على هؤلاء.. واصحاب الملاليم يشربون من ماء البحر أليس كذلك؟!
