ثقافة الاسوار التي جعلت من بيئتنا العمرانية حوائط مصمتة لاتنبض بالحياة وجعلت من مساكننا ومبانينا جزرا معزولة تستحق منا ان نفكر مرة اخرى في تلك الاسوار وحاجتنا لها.. او على الاقل البحث عن بدائل اخرى غير تلك الفواصل التي قللت من القيمة الجمالية لبيئتنا العمرانية.. نتحدث نحن عن السور والاسوار ونحن نعلم ان تلك الجدران تمثل الثقافة السائدة.. ثقافة الفصل والعزل والرغبة في التقوقع على الذات ونبذ الآخر.. حتى في المباني العامة.. اذكر انني كنت في زيارة لمدينة عمان (العاصمة الاردنية) وشاهدت كيف صمم مبنى البلدية كي يسمح للمشاة باختراقه والمرور من خلاله.. بينما تتحول مبانينا العامة الى اسوار صلبة وقاسية توزع المدينة الى قطاعات.. الصورة لاحد الاسوار لمبنى قديم في وسط مدينة باريس بالقرب من متحف اللوفر.. يظهر كيف تحول السور الى عنصر جمالي مشكل للطريق دون ان يفصل المارة عن مشاهدة المبنى.