(الى الأمام ـ فقط ـ يتحرك الزمن).. هذه هي الحقيقة التي وعاها سليمان السحيمي, احد أصحاب مجموعة السحيمي, التي تتعدد أنشطتها من التجارة والمقاولات والحفر الى الاستشارات والمصانع وشركات الصيانة والخدمات الصناعية.
واستطاع رجل الأعمال المعروف ان يطور نفسه دائما وان يحدد بوضوح الطريق التي يتعين عليه ان يسلكها والأهداف التي يجب عيله تحقيقها وواكب في كل أعماله ومشروعاته مراحل النهضة التنموية التي شهدتها بلادنا الحبيبة.
وأدرك سليمان السحيمي مبكرا ان (الخطوة الأولى) هي البداية الصحيحة لطريق الألف ميل وان الدأب والمثابرة أهم كثيرا من حماسة البدايات وان على أبناء الوطن ان يساهموا في نهضة الوطن ورفعته وتقدمه وظل على هذا النهج حتى أصبح واحدا من أبرز الصناعيين في المنطقة الشرقية وعلى مستوى الوطن ككل.
هفا قلبه الى عالم التجارة مدفوعا بميل فطري الى العمل الحر ومتأثرا بما سمعه في (حكايا المساء) عن جده الذي خرج من عنيزة ـ ذات صباح ـ ليعمل في تجارة الأقمشة والملابس والخيام والمعدات المدنية للجيش.
وفي مدرسة الجبيل الابتدائية, رفض ان يكون طالبا فقط فعمل ـ في اجازة الصيف ـ في بيع الأقلام والدفاتر وتزامن درس المدرسة الأول مع درس الحياة الأول, وتعلم الفتى الصغير قيمة (العمل) عندما شاهد والده وهو يستورد المواد الغذائية من الهند وباكستان الى الجبيل ثم وهو يدير محلا تجاريا خاصا في البحرين.
وفي مدرسة أصدقاء والده ـ وهم نخبة من رجال الأعمال الكبار من بينهم سعد وحمد المعجل والخنيني والسعدي والقصيبي والزامل والذكير ـ تعلم ـ كيف تكون الصداقة قبل التجارة وكيف يصبح التعاون أهم من التنافس وكيف يتحول حب الوطن الى عمل وكفاح وجهد لا ينتهي.
سبقه أخواه عبدالعزيز وخالد الى العمل مع والده في أعمال الحفر, ثم انضم هو الى كتيبة العمل متنقلا بين الميناء والجمارك والسكة الحديد والمستودعات والتخزين, ثم توسعت أعمال الحفر وتم شراء حفارات جديدة وانتقل مركز العمل من الجبيل التي ولد بها الى الدمام التي عاش فيها, وتم انشاء أول شركة حفر في المملكة, حفرت معظم آبار أرامكو السعودية وآبار كثيرة في اليمن وامتلكت خبرات نادرة وكفاءات بشرية متميزة. وعندما طلبت أرامكو السعودية حفر آبار لجمع عينات من التربة لتحليلها في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية أنشأت مجموعة السحيمي شركة هندسية في الدمام وهي شربكة مكلاند المحدودة للخدمات الهندسية والاستشارات الخاصة بفحص التربة للأرض والبحار.
وعاشت مجموعة السحيمي التطور الذي تشهده المملكة, فمع بداية الطفرة المعمارية ظهر مكتب السحيمي للتصميم المعماري ومع بداية التوجه الى تنويع مصادر الدخل أنشأت المجموعة أول مصنع في المملكة في مجال البويات والأصباغ ثم تلاه مصنع علب الصفيح التي يحتاج الى انتاجه مصنع البويات والأصباغ وتم تصدير انتاج مصنع علب الصفيح لاى مصانع في الكويت والبحرين ودبي وقطر والإمارات.
ثم أنشأت مجموعة السحيمي شركة سعودية متخصصة في صيانة معامل البترول والبواخر وخزانات الوقود على مستوى البويات.. كما تقوم الشركة باعداد علامات المرور وتخطيط الطرق ومدارج الطائرات ومواقف السيارات. ثم أنشأت المجموعة مصنع البلاط والرخام لمواكبة حركة التعمير الواسعة ولاستغلال وجود كميات ضخمة منه في المملكة ثم المشاتل لتجميل البيئة.
وانطلق الاستاذ سليمان السحيمي فيما حققته مجموعة السحيمي من نجاحات من إيمان عميق بقدرة القطاع الخاص على تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني وحركته ـ دائما ـ وشكلت وعيه قناعات مبدئية رأت ان الجهود الفردية لا بد ان تساند جهود الدولة وان تتواكب أعمال القطاع الخاص مع طبيعة المرحلة التي تعيشها مسيرة التطور من زاوية الانتماء الوطني أولا ومن باب الحفاظ على دور القطاع الخاص ثانيا وهو دور مرشح للتنامي واكتساب أرض جديدة في المستقبل القريب.
ولا أحد يستطيع ان ليس جهود هذا الرجل ومشاركته الدائمة بالرأي والمشور الكثير من القضايا التي تخص رجال الأعمال والقطاع الخاص بصفة عامة.. وذلك من خلال موقعه كنائب لرئيس الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية وعضو مجلس إدارتها لأكثر من عشرين عاما.
كما ان له اسهامات معروفة في مجال خدمة المجتمع والأنشطة الخيرية والتعاونية في المنطقة.